تذكرت وأنا أقرأ خبر ذلك الساحر الذي يذبح للجن لاتمام كشوفاته المنشور على الصفحة الأخيرة من هذه الجريدة ليوم الاربعاء 21 شعبان 1430ه والذي تمكنت هيئة المنصور مشكورة من القبض عليه؟. يقول المتحدث الرسمي لفرع منطقة مكةالمكرمة (بأن المركز تلقى معلومات عن نشاط هذا الساحر المقيم فقام المركز بعمل كمين للقبض عليه متلبساً بما نسب اليه من الشعوذة وعمل السحر فطلب منه عملاً يتم به حل مشكلة أسرية تمثلت بين زوج تزوج امرأة ثانية وأصبح لا يأتي الى منزله الأول فأبدى موافقته وشرع في عمله السحري بمقابل مادي.. الخ مسرحية الشعوذة والدجل التي يوهم الناس من خلالها لابتزاز أموالهم بالباطل) . ذكرتني هذه القصة الخبرية بحكاية مماثلة عاصرت أحداثها قبل 25 عاماً وموجزها (قدم الى أحد معارفي من منطقة نائية ومعه احد اقاربه يعاني من مشكلة نفسية قيل له ربما كانت سحرا؟ ووصف بشخص يعالج مثلها في الطائف؟ وبعد سؤال وبحث عنه في عدة أحياء عثرنا عليه دخلنا عليه بمريضنا وكان يجلس في بهو داخلي بشقته وأمامه طاولة مستديرة مسترة أطرفها بستار كثيف وترتفع عن الأرض بأكثر من متر؟ قال لنا ما هي قصة مريضكم؟ حكاها له قريب المريض بالتفصيل : سكت ملياً وبعد مطالعة دقيقة ومخيفة في وجه المريض الذي نكس رأسه الىالأرض فزعاً منه، ضرب بيده على سطح الطاولة التي نجلس جميعا بجانبها واخذ يتمتم بكلمات لا نعرف مضمونها ولا لغتها وكنا خلال ذلك نسمع صوتاً غريباً وغاية في الخشونة لا ندري من أين مصدره، وظل يقوم ويجلس ويدور حول الطاولة ثم قال أبشروا: جاءنا العلم الأكيد عن المرض الذي لحق بمريضكم، ولكي أعالجه أنا وأتباعي المطلوب : ألف ريال مع تيس اسود أذبحه للمتعاونين معنا! فرح قريب المريض : أما أنا فيعلم الله انني كنت على يقين بأنه دجال ومشعوذ وان الحركات التي قام بها أشبه بالروايات الأسطورية التي كانت تروى لنا ونحن صغار، ورغم نصحي بأن لا يتجاوب في تحقيق مطلبه إلا انه أصر على احضار التيس والألف ريال مقابل بعض الأدوية العشبية وأوراق كتب عليها كتابات وطلاسم غير معروفة قال له ضعها في شيء من هذا الماء وشربه اياها في الصباح والمساء، وعندما اردنا الانصراف دفعني فضول الشباب الى رفع طرف ستار الطاولة فإذا بشخص بدين شكله مريب يبلس حلة سوداء على رأسه قناع اسود كان مندساً تحتها، قلت من هذا يا هذا قال : يستحضر الجن ويترجم لي ما لديهم عن كل مريض، قلت لصديقي اذهب بمريضك للصحة النفسية فهي صاحبة القول الفصل في حالته بإذن الله؟ أما هذا فوالله انه دجال ومحتال ومشعوذ وقد وقعنا في شراكه، ويخلف الله عليك في الألف ريال وتيسك الأسود، وقد دعاني هذا الموقف لأن أخبر الجهة المعنية عن هذا المفسد الدجال ولكنه فر من سكنه الى جهة غير معروفة وهذه عادة هؤلاء الفسدة يتنقلون بفسادهم من جهة لأخرى خوفاً من قبضة العدالة وعقابها، لقد نشطت الهيئة هذه الأيام في القاء القبض على السحرة والدجالين والمشعوذين فلا تمر فترة الا ونقرأ عبر الصحف بما يفيد القبض على ساحر ومشعوذ ودجال على مستوى المدن والمحافظات والقرى وهو شيء مفرح تشكر عليه الهيئة والجهات الأمنية فالكل يعلم ما لهذه الأعمال من أضرار واخطار على المجتمع وحياة أفراده .. فهي لا تقل خطرا في نظري عن المخدرات اذا لم تكن أبلغ ضررا.. وفق الله الجميع لما فيه خدمة الأمة وحمايتها من شر الأشرار وفساد المفسدين. والله ولي التوفيق.