أجبرت 50 معلمة بالمدرسة الأولى للبنات بمحافظة شرورة، إدارة التربية والتعليم بمنطقة نجران على الانصياع للأمر الواقع حفاظاً على سلامة أكثر من 700 طالبة، ورفضن الذهاب للمدرسة، بعد أن أصبح المبنى آيلا للسقوط. وشهدت المدرسة يوما بعد يوم هبوطات وتصدعات وانتشار الفئران داخل الفصول ودورات المياه واختلاط المياه الصالحة للشرب بالمجاري رغم أنها حديثة والمبنى لم يتجاوز عمره 5 سنوات، فيما لم تحرك إدارة «تعليم نجران» ساكنا واضطرت لإعادة تأهيل المبنى والحث على البدء في المشروع بصفة عاجلة وتحويل الدراسة في الابتدائية الأولى للبنات إلى المدرسة الابتدائية الثانية لتحفيظ القرآن الكريم المجاورة للمدرسة على أن تكون الدراسة مسائية لحين الانتهاء من عملية تأهيل المبنى. «عكاظ» التقت بعدد من أولياء امور الطالبات، حيث أفادوا أنهم رفعوا شكوى لوزير التربية والتعليم أكدوا خلالها رفضهم ذهاب فلذات أكبادهم للمدرسة وقالوا إنها سوف تسقط على بناتهم كونها متهالكة. واستغرب الشيخ عمر بن حجيل عدم صدور أي توجيه رسمي مقنع لإغلاق المدرسة التي تشهد منذ ثلاث سنوات هبوطا حادا للمبنى وتشققات كبيرة تهدد أرواح الطالبات والمعلمات محملا إدارة التعليم بنجران المسؤولية. وأوضحت إحدى المعلمات أنهن رفضن الدخول للفصول وسوف يباشرن عملهن في فناء المدرسة قريبا من البوابة الرئيسية حتى يسهل عليهن الهروب عند السقوط المتوقع للمبنى. وقالت معلمة أخرى وعلامات الخوف كانت واضحة عليها «إن إدارة التعليم يبدوا أنها لن تتخذ أي إجراء حتى أذهب أنا أو إحدى زميلاتي ضحية هذا المبنى الذي أصبح يشكل خطرا على كل من يدخله بسبب الخوف على حياتهن وحياة الطالبات.. هن أمانة في أعناقنا»، مؤكدة إخلاء مسؤوليتها وزميلاتها في حال حدوث أي كارثة. وقالت إحدى المدرسات إن إدارة التعليم لم تعطنا أي رد مقنع حول أن المدرسة صالحة أم غير صالحة للدراسة وتركونا في مواجهة الخطر فقد قامت لجنة منذ سنتين بالمتابعة وأقرت الترميم ولم يتم ذلك. من جانبه، أكد أحد المقاولين في محافظة شرورة أن أسباب هذه التشققات والهبوط تعود إلى سوء التربة والموقع، مفيدا أنه غير صالح للبناء فالأرض صلبة ولا تمتص المياه ومع مرور الزمن تزداد حتى تطفح وتكون مستنقعا مما سبب هبوطا للمبنى، مبينا أن إدارة التعليم قد سبق وأزالت مدرسة مماثلة من الموقع نفسه بعد أن شهدت تشققات كبيرة وهبوطا سريعا للمبنى وأكد أنه سبق ورفض أحد المقاولين العمل في الموقع وسلم المشروع بعد أن رأى الموقع غير صالح للبناء وكان المفترض أن لا تتم إعادة بناء المدرسة في هذا المكان. وقال المتحدث الرسمي للدفاع المدني بنجران المقدم علي عمير إن دورهم يتلخص في توفير معدات وآليات الأمن والسلامة ومخارج للطوارئ وفي حالة وجود توجيه رسمي من الجهات المعنية بالإخلاء وأن الخطورة قائمة نقوم بدورنا بإخلاء المنشأة أما بالنسبة لهذه المدرسة فهي تقع ضمن اختصاص إدارة التعليم وهناك لجنة مشكلة للوقوف على وضع المدرسة وهي من ستقرر صلاحية المدرسة للدراسة أو إخلائها. في المقابل، أصدرت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران بيانا رسميا أمس حول ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود عيوب إنشائية في مبنى المدرسة الابتدائية الأولى للبنات بمحافظة شرورة أدت إلى قرب انهيار المبنى. وجاء في البيان على لسان المتحدث الرسمي لتعليم المنطقة حمد آل شرية أن المبنى من حيث الناحية الهندسية سليم إنشائيا وقد أثبتت التقارير الهندسية المختصة سلامته من الانهيار وأنه لا يمثل خطورة على حياتهن، لكن يجب أن أشير إلى أن طبيعة التربة في محافظة شرورة تتأثر بالمياه، حيث ظهرت عدة عيوب في أكثر المباني الحكومية بالمحافظة بسبب أن طبيعة التربة تعتبر من نوع التربة الانتفاخية التي تتأثر بالمياه وبالتالي تحدث تصدعات في المباني الحكومية لمختلف الإدارات ومنها هذه المدرسة. وأكد آل شرية على صدور قرار مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة ناصر بن سليمان المنيع أمس باعتماد مشروع لإعادة تأهيل المبنى بلغت تكاليفه مليونا وأربعمائة ألف ريال والحث على البدء في مشروع إعادة التأهيل بصفة عاجلة وعلى ضوء ذلك وجه المنيع بتحويل الدراسة في الابتدائية الأولى للبنات إلى المدرسة الابتدائية الثانية لتحفيظ القرآن الكريم المجاورة للمدرسة على أن تكون الدراسة مسائية لحين الانتهاء من عملية تأهيل المبنى.