استغرب مجموعة من سكان حي العزيزية «9» غربي شارع السبعين بجوار إدارة تعليم البنات من نقص الخدمات في الحي، فضلا عن تكاثر المخالفين من جنسيات آسيوية وأفريقية، موضحين أن السرقات في مد تصاعدي بالحي، من قبل المخالفين الذين يجدون المأوى والملاذ في البيوت المهجورة بالحي. وأجمع عدد من سكان الحي أن البيوت الضيقة تحولت بمرور السنين إلى ورش للسمكرة وتنجيد السيارات وتجفيف الخبز من قبل نابشات القمامة، فضلا عن أن هناك مجموعات من الأفارقة من مفتولي العضلات يخيفون الأطفال في الحي. وفي هذا السياق أوضح على أبوالروصي أن هناك مجموعات كبيرة من الأفارقة والمجهولين يقطنون في الحي ويتكدسون في بيوت شعبية مهجورة ويتجولون وسط الحي ليل نهار ويشكلون خطرا على أبناء وأسر الحي. وأضاف: بأن الحي أصبح مرتعا خصبا للوافدين الذين يعملون وسط البيوت في النجارة وتنجيد وإصلاح السيارات داخل هذه البيوت، كما أن بعض المخالفين عاطلون عن العمل ويتجولون مثل «القبضايات» في الحي ويسببون الرعب للأطفال. وتابع أن تركيبة الحي السكانية تغيرت بسبب ترك ملاك المباني بيوتهم وتأجيرها للأجانب، الذين بدأوا يتناسلون في الحي، حيث إن الغرفة الواحدة تتسع لأكثر من خمسة أشخاص، كما أن بعض البيوت المهجورة التي أهملها ورثتها تعد ملاذا لهؤلاء المخالفين. من جهته أوضح عبدالرحمن امبا الشهير بعبدالصمد بأنه من أقدم سكان الحي وقد بنى منزله قبل أكثر من 40 عاما، مشيرا إلى أن الحي يعد أحد الأحياء العشوائية في جدة وبحاجة إلى تطوير. واستطرد بقوله إن منزله وبيوت جيرانه تعرضت للسرقة مرات كثيرة، فضلا عن الإزعاج من قبل الوافدين الذين يسرحون ويمرحون - حسب قوله في الحي - وتابع أنه يحمل مكاتب العقار تأجير المنازل للوافدين، كما ان بلدية العزيزية تتحمل جانبا من المسؤولية، خاصة أن هناك أفارقة يقومون بتجميع الخبز وتجفيفه في بعض الأحواش المهجورة، وبعد ذلك يبيعونه وبالنسبة لنابشات القمامة فحدث ولا حرج من ناحية العدد والكثرة ويوازيهم في العدد غاسلو السيارات ومستخدمو الملاعب من أصحاب العضلات المفتولة وجل هؤلاء من الأفارقة. من جهته أوضح مصطفى عبدالرحمن أن مشكلة الحي المزمنة تتمثل في طفح المجاري اليومي والمستمر وانكسار أنابيب المياه الداخلية، مبينا أن شوارع الحي تمتلئ بالمياه الآسنة التي تعيق حركة السير، موضحا بأن الحي به أكثر من أربعة شوارع داخلية كبيرة نافذة تغمرها بصفة مستمرة مياه الصرف الصحي، فما بالك بالشوارع الداخلية وفي الأزقة أمام البيوت. وتابع عبدالرحمن أن فرق الصيانة بشركة المياه تتحجج دائما بسوء البنية التحتية في الحي عند تقديم بلاغات طفح المجاري ويطلبون من سكان الحي سحبها بأنفسهم ولكن بعض السكان لا يستجيبون ولا يحافظون على صورة مظهر الحي مما تسبب في تشوه المشهد العام. وفي نفس السياق أوضح توفيق باعجاجة يقول إنه هجر مسكنه في الحي بسبب الإزعاج وعدم شعوره بالراحة النفسية والاجتماعية وكثرة الجائلين والمجهولين بالحي، موضحا أن عمال المباني يتجمعون في الصباح والمساء ويسدون الطرق الرئيسية بحثا عن فرص عمل. ويمسك علي فودة موظف بمكتب عقاري في الحي طرف الحديث مؤكدا أن حي العزيزية أصبح سكنا ومستقرا للعمالة الوافدة التي تستأجر البيوت بشكل مستمر من المواطنين الذين نزح أغلبهم من الحي، إذ أصبح المواطنون قلة في الحي وبين فودة بأن إيجار البيوت له شروط يجب أن تتحقق ومنها إثبات الهوية للمستأجر وعدم تكدس السكن بأكثر من عائلة أو خمسة أفراد كما جاء في تنظيم العقار الأخير. وفي موازاة ذلك أوضح المهندس علي مالكي من بلدية العزيزية الفرعية بأن الحي يعتبر عشوائيا وغير منظم وتأسيسه وتنظيمه قديم وسوف يشمله التنظيم الجديد للتطوير العقاري وستكون به مشاريع طرق وإزالة بيوت وإحلال مخططات جديدة وسوف تقوم البلدية بإزالة أكثر من بيت قديم ومهجور وغير مملوك. وتابع مالكي أن البلدية لديها آلية ودليل خدمي خاص لتنظيم الأحياء العشوائية ومنها حي العزيزية. وفيما يتعلق بمشكلات الصرف الصحي أوضح المهندس عبدالله العساف من شركة المياه الوطنية بأن للشركة أكثر من ثلاث فرق خاصة لحي العزيزية الذي يقع بين شارعي السبعين والمكرونة وشارعي التحلية وغرناطة، موضحا أن هذه المنطقة يتم سحب الطفح منها بشكل أسبوعي، كما أن هناك فرقا لمتابعة تسربات المياه وإيقاع الغرامات على المخالفين. واستطرد أن الإدارة تقوم بسحب الخدمة من المخالف بسبب عدم استجابته لسحب مياه الصرف الصحي، لافتا إلى أن شبكة المياه في الحي قديمة، وسبق وأن نفذت الشركة تمديدات على أركان الشوارع الرئيسية، فيما يجري حاليا تركيب توصيلات داخلية وربطها بالبيوت السكنية الداخلية لكن هناك عقبات للتنظيم الداخلي للحي بسبب وجود انابيب تحويل قديمة وصغيرة جدا لكن يتم التعاون مع بلدية العزيزية وشركة مقاولات خاصة متخصصة بتنفيذ هذه التحويلات. ومن جهته أوضح النقيب سامي علي من شرطة الشمالية أن الحي تتم مراقبته كغيره من الأحياء وتوجد دوريات ثابتة يوميا في نقاط تفتيش على شارعي معتوق حسنين ووادي زمزم وأيضا على شارع جبل الصفا وبجوار مقبرة الفيصلية توجد نقطة أمنية ثابتة وهناك دوريات متنقلة بسيارات الشرطة ورجال أمن راجلون من البحث والتحري يتنقلون لمتابعة الحراك الأمني في الحي. وتشير الإحصائيات الأمنية إلى أن سكان الحي خليط من الجاليات وتتم معالجة الحوادث الخاصة بالحي، خصوصا السرقة والاعتداء بكل حزم وشدة وتتم مراقبة جميع البيوت المهجورة وهي مسجلة في خانة الخالي والمراقب أمنيا، كما أنه يتم ترحيل المخالفين بالتعاون مع إدارة الجوازات.