يعتبر الصميدات من الأحياء القديمة في محافظة جدة ومن المواقع التي شهدت استقطاب أعداد كبيرة من السكان من مختلف الجنسيات خلال السنوات الماضية، واشتهر بمجاورته لمطار الملك عبدالعزيز من الناحية الجنوبية. ورغم أن الحي يحتل موقعا استراتيجيا، إلا أنه يفتقر إلى الخدمات الأساسية وشوارعه شاخت وغابت عنها ملامح الإسفلت، وفي الآونة الأخيرة شهد الحي كثافة سكانية كبيرة ساهمت في تدني الخدمات وشحها. وفي هذا السياق أوضح فيصل هزازي أحد سكان الحي أن إهمال العديد من الجهات والإدارات الحكومية لاحتياجات الحي من مختلف الخدمات مثل السفلتة والإنارة والتنظيم والمراكز المختلفة، تسبب في دخول العديد من العمالة المخالفة وغير النظامية وخصوصا «الأفارقة» الذين يمارسون العديد من المخالفات، ويمارسون العديد من الأخطاء التي تتسبب في إزعاج أهالي الحي، ومن هذه المخالفات تعمد الكثير من الأفارقة تجميع مخلفات الأوساخ أمام منازلهم بطريقة غير صحية، وقد اعترض السكان على هذه التجاوزات لعدد من الجهات بدون فائدة، وتحدثوا عن المخاطر التي يمكن أن تنجم عن هذه التصرفات الخرقاء بجوار منازلهم ولكن بدون فائدة - على حد قوله. من جهته أوضح أحمد مجرشي أن هناك عددا كبيرا من العمالة يقومون بممارسة البيع والتجارة بطريقة مشبوهة وعشوائية وغير نظامية ويقدمون العديد من الخدمات غير الصحية وبطريقة غير مقبولة، «وقد توجهنا إلى الجهات الأمنية وسجلنا اعتراضنا على هذه المخالفات، وفعلا تم التفاعل مع هذه التجاوزات ولكن سرعان ما عاد المخالفون لممارسة تصرفاتهم كأن شيئا لم يكن». وأضاف أن العشوائية التي يعاني منها الحي، ووجود عدد من المنازل المتهالكة، ساهما بشكل كبير في جذب المخالفين، وأن الحي تسكنه مجموعات كبيرة من العزاب من جنسيات مختلفة وهم يتسترون على مخالفي نظام العمل والإقامة. وأوضح أن العديد من المراهقين توجهوا إلى بعض البيوت العشوائية وتعمدوا كتابة العبارات السخيفة على جدرانها التي تسيء إلى المنظر العام وبطريقة غير حضارية والتي أصبحت على مر السنين سمة من سمات الحي. ويقول خالد متنمبك: «إن عددا من المنازل في الحي استغلها سكانها من العمالة غير النظامية بوضع عدد من المخلفات والمعدات وغيرها من الأشياء على أسطح المنازل وبطريقة تجذب الأوساخ والبعوض وغيرها من المخلفات والتي تكون خطرا كبيرا على سكان المنازل أنفسهم وعلى السكان المجاورين لها». وأضاف أنه وعدد من أهالي الحي المتضررين من مثل هذه التصرفات قاموا برفع العديد من الشكاوى إلى البلدية عن هذه المنازل وعن الضرر المحتمل في حال حدوث حريق نتيجة لهذه النفايات ولكن بدون فائدة ولم يجدوا تجاوبا إلا فيما ندر. أما بندر محمد أبو رنيم فيقول: «الحي يعاني من نقص في الخدمات الضرورية من مختلف الجهات والإدارات، ومن إهمال كبير، فضلا عن عدم التفاعل مع شكاوى السكان وغض الطرف عن التجاوزات والمخالفات القابعة في الحي من قبل بعض العمالة». وأضاف أن العمالة المخالفة تعد المؤشر الأخطر على الحي، فقد تسببوا في كثير من التجاوزات التي ساهمت في تضجر سكان الحي. من جانبه أشار بندر الزهراني إلى أن الشوارع الترابية في الحي زادت من الأمر سوءا، فهناك عدد كبير من الشوارع الداخلية في الحي شاخت بطريقة كبيرة فلا يستطيع السكان استخدام هذه الشوارع بطريقة مريحة. وأضاف أن الورش والمحلات الخاصة بالسيارات تتسبب في زحام الشوارع في الحي خاصة وأن معظم العاملين في تلك الورش والمحلات يسكنون في الحي بالإضافة إلى أن الشارع الذي يفصل بين الحي والورش الصناعية يختنق بالمراجعين في أوقات الذروة ويتسبب في إرباك حركة السير لوجود عدد كبير من العمالة في الحي. وبين أن العمالة والشوارع المتهتكة ساهمت في شيخوخة الحي مبكرا، وقال: «الحي لا يصلح للسكن أو العيش لأنه مهمل بطريقة مبالغ فيها من كل الجهات، كما أن العمالة المخالفة تساهم في هروب السكان عن الحي وأخشى أن نستيقظ ونجد أن الحي أصبح نهبا للمخالفات من كل شكل ولون». مشاريع بلدية أوضح مسؤول في أمانة جدة أن الخدمات البلدية والمشاريع في أحياء عروس البحر الأحمر تتم وفقا للأولويات وأن حي الصميدات الشعبي يعد من ضمن الأحياء التي ستشملها الخدمات البلدية في القريب العاجل.