امتهن بعض الشباب بيع الشاي والقهوة وبعض المأكولات على أرصفة شوارع كورنيش جدة، بحثا عن المكسب الحلال والقضاء على وقت الفراغ الذي يحيط بهم وتفريغه في ما يعود عليهم بالنفع، ولا يجدون في ذلك حرجا من المجتمع بعد أن أصبحت الأمور أكثر تعقيدا في ظل متطلبات الحياة المتزايدة. محمد الحربي وإخوته لم يستسلموا للبطالة بعد أن اتفقوا على بيع الشاي العدني والمغربي والقهوة بالإضافة إلى كيك الدخن والمعمول الذي يقومون بصنعه في المنزل. ويقول الحربي «هذه المهنة توفر لنا دخلا جيدا يراوح بين 6-7 آلاف شهريا ويتضاعف الربح في المواسم وفي أوقات الذروة والزحام». ويردف شقيقه وائل «أدرس وأعمل في الوقت ذاته، ولا شك أن وجودنا في المكان زاد من نشاطه ومن إقبال الشباب عليه حيث يستهويهم الشاي على الجمر وكيك الدخن الذي نقوم بصنعه أنا وإخوتي، ولا بد أن نشجع الشباب على الكفاح وعدم الاستسلام للبطالة فهناك فرص كبيرة في التجارة والأعمال الحرة من الممكن أن تدر عليهم دخلا جيدا وتصقل خبرتهم في الحياة». ويتابع حديثه عن الصعوبات التي تواجههم قائلا «للأسف مراقبو البلدية يضايقوننا بشكل مستمر رغم أن صاحب الأرض التي نقيم عليها البسطة دعمنا وحرص على تشجيعنا لخوض هذا المجال حتى أنه منحنا الموقع بلا رسوم، ولكن البلدية تشترط علينا أن نقوم بتأجير أكشاك عن طريقها وأسعار تلك الأكشاك يفوق طاقات الشباب ولا يشجعهم، لذا أتمنى أن توفر تلك البسطات للشباب بأسعار منخفضة لتشجيعهم خاصة أن الكثير منهم لا يلجأون إلى هذه الأعمال إلا لمعاناتهم من البطالة وعدم توافر فرص العمل المناسبة لهم، لا سيما مع الصعوبات والتعقيدات التي تواجهنا في الحصول على القروض حيث أنها تشترط كفيلا ونسبة دخل مضمونة وهو مالا يتوفر في التجارة والأعمال الحرة التي تعتمد على الربح والخسارة». ويجمع كل من عبدالله محفوظ وأسامة حمزة وعباس الشهراني على جودة الشاي والمعمول الذي يتناولونه عند ارتيادهم الكورنيش، وخصوصا في الأجواء الجميلة التي تزيد من الإقبال عليه. ويقول عبدالرحمن كيال «ساهم وجود هذه البسطات في جذب الشباب وإنعاش الحركة في هذه الأماكن، وأصبح الكثير من الشباب يجتمعون فيها ويتخذونها مكانا للقاء، لما توفره لهم من أجواء جميلة». ويوضح فهد الشافعي «يجب أن نشجع الشباب دائما على خوض هذه التجارب التي تصقل خبراتهم وفي الوقت نفسه تفتح لهم آفاقا واسعة للربح، خاصة أن بعضهم يعاني من البطالة ومثل هذه المشاريع رغم بساطتها توفر لهم دخلا جيدا». ولم يقتصر الأمر على المواطنين فقط حيث وصل الأمر للمقيمين الأجانب إذ يحرص الأمريكي يوسف المختار على تناول كوبه المفضل من الشاي المصنوع على الجمر وكعكة الدخن، حيث يحرص على المجيء باستمرار لتناول مشروبه المفضل ويقول عن ذلك «يستهويني كثيرا تناول الشاي المصنوع على الجمر خاصة في الأجواء الباردة والجميلة».