بدأت مجموعة من شباب الحجاز العمل الحر، يتحدون البطالة والفراغ بأفكار بسيطة، فيقفون على كورنيش جدة ليعدوا كؤوس الشاي الجمري، يبيعونها لمرتادي الكورنيش خلال أيام الشتاء الباردة، ويدعم المجتمع بجميع فئاته هذه المبادرة الشبابية. يقول أحد معدي الشاي الجمري محمد الأحمري «الشاي الجمري مرغوب في أوقات الشتاء، ومن هنا بدأت فكرتي وشريكيّ محمد وعلي الأسمري في إعداد (بسطة) لبيع الشاي المعدّ على الجمر وهي فكرة موجودة في جنوب المملكة ولكننا أوصلناها لجدة في هذا الوقت من السنة بالذات بسبب برودة الجو، وأضفنا إليها إعداد القهوة العربية إضافة إلى الشاي، ولاقت قبولاً كبيراً من أهل جدة والسياح العرب بل وغير العرب، ويأتينا مواطنون بصفة يومية ويوجهون إلينا كلمات تشجيع تسعدنا جداً وتجعلنا نفكر في استمرارية المشروع. وأضاف الأحمري أن تكلفة مشروعهم الصغير بسيطة جداً، مجرد»بسطة»، ثم نحضر الشاي والقهوة والهيل، أما أهم مقومات المشروع فهي الفكرة وروح العمل، ومتى وجدا نجح الإنسان في الوصول إلى غايته، يذكر الأحمري أن ربح مشروعهم ممتاز جداً، لأنهم يحرصون على تقديم أجود أنواع الهيل والشاي، ووصل إعجاب المواطنين أنهم طالبوا معدي الشاي الجمري بفتح البسطة حتى خلال أيام الأسبوع بعدما كانوا يبيعون الشاي الجمري في عطلة الأسبوع فقط، وأخذ بعض المواطنين أرقام هؤلاء الشباب الخاصة للتواصل معهم. واستكمل الأحمري حديثه حول العوائق التي واجهتهم في مشروعهم المتواضع، وأولها البلدية التي طالبتهم بالتصريح الذي لا يمنح لافتتاح «بسطة» فلا بد من سيارة حتى يعطى لهم تصريح، بالإضافة إلى العوائق المادية لأنهم يفكرون في تطوير المشروع. ويعتبر الأسمري النتائج التي حققها مع شريكيه من هذا المشروع مجرد بداية، مع أنهم أكملوا عاماً في إعداد شاي الجمر، والقهوة، لكنهم ما زالوا يظنون أنهم في طور التأسيس، إلا أنهم أصبحوا ملمين بكل احتياجات المهنة، لأن الفكرة ليست فقط في إعداد الشاي والقهوة، إذ لابد من امتلاك قدرة جيدة في مخاطبة الزبائن، وتوفير طلب الزبون بالضبط، وهذا ما جعل لنا زبائن خاصين من جدة وخارجها. ويقصدهم زبائن مشهورون بعضهم يأتي بصفة يومية مثل شاعر المليون وليد الفراج، والشاعر نايف، والممثل المعروف حسن عسيري الذي دعمهم بالإضافة إلى تشجيع كثير من المسؤولين ما يجعلهم يفكرون جدياً بالاستمرار حتى وإن واجهتهم ظروف وصعوبات. وأضاف الأحمري أن الإعلامي ماطر الحربي شجعهم بطريقته وكتب بيتاً شعرياً صغيراً أهداه إليهم، فقال الأحمري لا شفت دلاله مبهرة بالبن والهيل مقدم طيبه عسى الخير فاله بكورنيش جدة في موقع له على السيف أنا أشهد إنه يستحق أتعنى له يحيي تراث أجدادنا ويكرم الضيف أحد الباعة السعوديين يمارس عمله على كورنيش جدة (تصوير:يوسف جحران)