يعتقد اللاعب محسن العيسى أن الفريق الأهلاوي فقد كثيرا من قوته برحيل محترفيه المميزين كماتشو وفيكتور وبالمينو وسيزار، وأن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة على الفريق إجمالا. بما فيهم البرتغالي فيتور بيريرا الذي يشبهه بالهولندي فرانك رايكارد في الضغط الذي يواجهه، وطالب في حواره مع «عكاظ» أنصار فريقه بالصبر، ودعم الفريق في هذه المرحلة الحرجة من الموسم التي يمر فيها بأزمة إصابات عطلت كثيرا من الطموحات، كاشفا أن حرمانه من المشاركة مع المدرب بيريرا ومنحه الفرصة بعد 7 مواجهات لم يشارك فيها، أوقعه في شراك الرباط الصليبي ودفع ثمنا باهظا بتحامله على إصابته للخروج بشكل مقنع لمدربه وجماهير فريقه، متناولا جملة من المواضيع المهمة ذات الشأن الأهلاوي ومعرجا على أحوال الفريق في الفترة المقبلة، فإلى التفاصيل: كيف هي أحوالك الصحية الآن، وهل يمكن أن نقوصل للأهلاويين إنك تجاوزت مرحلة الصدمة ؟ أحوالي جيدة ولله الحمد، صدمة الغياب والابتعاد عن الفريق حتى نهاية الموسم كانت مؤلمة بالنسبة لي، لكن ثقتي بالله أولا ثم بالجهاز الطبي وبوقفة الأهلاويين خففت من حدة المعاناة وتقبلت الآلام، و أنا راض تمام الرضا بما حدث لي ومؤمن بأن ما أصابني لم يكن ليخطئني. إصابتك حلقة في سلسلة كما يصفها البعض، كامل ثم الفهمي ثم أنت، هل من رابط بين تلك الإصابات؟ الرباط الصليبي نتيجة عدة عوامل ولا أعلم إذا ماكان هناك رابط بيننا ولكن إصابتي كانت في مواجهة العروبة، و ماحدث هو أنني تفاجأت بدخول قوي وعنيف من محترف الفريق المنافس الأجنبي، أمام مرأى من حكم المباراة الذي للأسف لم يحرك ساكنا. هذا يعني أنك شاركت الدقائق المتبقية وأنت تتحامل على الإصابة ؟ هذا صحيح، شاركت بقية أجزاء المباراة متحاملا على الإصابة والألم الشديد الذي كنت أشعر به ولم أخبر أحدا، وبالمناسبة بين شوطي المباراة لم يكن يعلم أحد بأني مصاب بسبب تكتمي على الأمر، وشاركت في الشوط الثاني وكان الفريق متقدما بهدف يتيم ، وبعد إضافتنا للهدف الثاني طلبت من المدرب بيريرا استبدالي. ألا تعتقد أن ذلك ربما فاقم الإصابة ؟ فعلا، ومافهمته من الطبيب بأن الإصابة في بداية الأمر كانت عبارة عن قطع جزئي في الرباط الصليبي، تفاقمت كثيرا وساءت بسبب تجاهلي التام لها أثناء اللقاء، ولكنها كانت فرصتي والتي انتظرتها طويلا وأردت أن أستغلها على أكمل وجه وأثبت لبريرا أنني جدير بالمشاركة، و أترك انطباعا جيدا لدى المسؤولين عن الفريق وجميع محبي النادي الأهلي، وذهبت ضحية لذلك مع الأسف. ولكن الجميع يدرك تماما إمكانياتك الفنية ولم تكن بحاجة لذلك ؟ تلهفت كثيرا للمشاركة وتمثيل صفوف الفريق بعد غياب استمر سبع مباريات، ولهذا سعدت كثيرا عندما علمت بأني سأشارك أمام العروبة أساسيا وحاولت أن أسخر جميع إمكانياتي الفنية داخل المستطيل الأخضر و أستغل الفرصة الاستغلال الأمثل، وأساهم مع زملائي اللاعبين في تحقيق نتيجة إيجابية تسعد الجماهير بعد تعادل أشبه بالخسارة أمام الفيصلي، وخسارة من النصر، وبالفعل استطعت أن أقدم في لقاء العروبة مستوى مقنعا ولكن شاءت الأقدار أن أخرج مصابا. وماهي أسباب ابتعادك عن المشاركة؟ طوال الفترة الماضية كنت جاهزا فنيا وبدنيا ولكنها قناعة شخصية بحتة من مدرب الفريق فيتور بيريرا، وأنا أحترمها ولهذا حرصت في تلك المدة على أداء التدريبات في وقتها بكل جد واجتهاد حتى أكون جاهزا للمشاركة متى ماطلب مني المدرب ذلك. هل أنت غاضب من عدم المشاركة كلاعب أساسي مع الفريق؟ أنا عاشق لكرة القدم، قبل أن أكون لاعبا وهي مصدر رزقي الوحيد، والجماهير الأهلاوية تعلم بأني أغضب عندما لا أشارك وأمثل الفريق، بإمكاني الجلوس على مقاعد الاحتياط وأستلم حقوقي نهاية كل شهر، ولكني لا أفضل ذلك على حساب المشاركة مع زملائي اللاعبين في تحقيق الانتصارات والبطولات وتجييرها للنادي، وأحمد الله أنني عندما أشارك أقدم مستويات مميزة وسجلت العديد من الأهداف الحاسمة في كثير من اللقاءات. ألا ترى أن الغياب الطويل نتيجة الإصابة سيؤثر على مستواك الفني؟ كنت بحاجة ماسة للاستمرار والمشاركة مع الفريق في لعب عدد كبير من المباريات، فنفس المباريات الرسمية ودخول جو المنافسة واللعب أمام الجماهير يختلف عن التدريبات واللقاءات الودية، ويرفع من عطاء اللاعب ويسهم في ارتقاء المستوى الفني، ومع هذا أنا أملك الطموح والرغبة في العودة بعد انتهاء فترة العلاج بقوة تساعدني على اقتحام التشكيل واللعب أساسيا. هناك اختلاف واضح وملحوظ للعيان بين الأهلي هذا الموسم عن الموسمين الماضيين، برأيك ماهي الأسباب؟ قد تكون طريقة اللعب الجديدة، بالإضافة إلى التغيرات التي حدثت مؤخرا في الفريق والتي بكل تأكيد تحتاج إلى الصبر والوقت الكافي، خاصة أنه تم تغيير جلد الفريق بالكامل باستثناء لاعبين أو ثلاثة وهو ما أثر بشكل مباشر على مستويات ونتائج الفريق، ولهذا على الجماهير، وأعضاء شرف النادي أن يتحلوا بالصبر متى ما أرادوا عودة الفريق مجددا بقوة للمنافسة على البطولات كما كنا في السابق. خسارة الأجانب في الموسم الماضي وبالرغم من وجود أسماء لها ثقلها الفني إلا أنك كنت حاضرا وقدمت مستويات قوية بخلاف هذا الموسم ؟ ابتعادي هذا الموسم عن تمثيل صفوف الفريق هو قرار مدرب، وبكل أمانة الفريق في الموسم الماضي كان يضم بين صفوفه أسماء لامعة تساعد أي لاعب على النجاح، وتسطير الإبداع، وتقديم مستويات ونتائج إيجابية، وهي مجموعة بكل أمانة ثقيلة في الملعب وتربك الخصوم، والفريق في الموسمين الماضيين بشكل عام كان له وزنه وحضوره القوي أمام الفرق المنافسه بخلاف هذا الموسم. بودي لو تفصح أكثر عن الأسماء التي افتقدها الفريق من وجهة نظرك؟ الفريق افتقد اللاعبين الأجانب المؤثرين أمثال: بالمينو، وكماتشو، وفيكتور ،والحوسني، وبرونو سيزار ، وبكل أمانة تحسرنا كثيرا على تلك الأسماء والتي شكلت إضافة مبهرة إلى جانب اللاعبين المحليين: معتز الموسى والذي قدم مستويات رائعة الموسم الماضي، وكذلك قائد الفريق تيسير الجاسم، وأسامة هوساوي، وكامل الموسى، ومنصور الحربي ، وهذا لايعني انتهاء الأمر فالموجودون حاليا فيهم الخير والبركة وبحاجة للصبر والمساندة والتشجيع. ماذا عن المدرب البرتغالي فيتور بيريرا؟ بيريرا اسم تدريبي معروف وكبير على مستوى العالم، وهو مدرب قدير شأنه شأن العديد من الأسماء التدريبية العالمية التي حضرت للمملكة مثل: المدرب الهولندي ريكارد الذي وقف على رأس الجهاز الفني للمنتخب السعودي ، وفي نهاية المطاف لم يتم تقييم تلك الأسماء بناء على سمعتها العالمية على حساب المستويات والنتائج التي تعطي حكما نهائيا وملموسا لتقييم أي عمل فني. فالجماهير والمسؤون ينتظرون من المدرب بيريرا تحقيق النتائج الإيجابية وانتزاع البطولات ولاشيء غير ذلك، ونحن أدواته داخل الملعب وسنساعده بحول الله على ذلك. من وجهة نظرك هل ترى أن الفريق كان بحاجة لكل هذه الغربلة الفنية والتغيير الكبير في العناصر؟ هي قناعات الإدارة والجهاز الفني، لا أعلم قد تكون إدارة النادي رأت أنه من الأفضل تغيير جلد الفريق للمستقبل حتى تصل إلى أهدافها، ونحن كلاعبين لانملك القرار أبدا، ولذلك كل ماعلينا هو الاستعداد وأداء التدريبات والامتثال لقرارات الإدارة والجهاز الفني دون أن نضيف أي وجهة نظر حول تلك القرارات الإدارية. هل تشعر أنك قدمت كل ماعندك للأهلي ؟ لم أقدم شيئا حتى الآن، فأنا أطمح لتحقيق بطولة دوري جميل، بالإضافة إلى دوري أبطال آسيا، وكأس ولي العهد مع الفريق وبالتالي أساهم في رسم الابتسامة على محيا الأمير خالد بن عبدالله، والأمير فيصل بن خالد، والأمير فهد بن خالد، والمهندس أيمن عبدالغفار، وأعضاء شرف وجماهير الأهلي، حينها سأكون قد رددت جزءا بسيطا من أفضال النادي على محسن العيسي كلاعب. كيف ترى أنت كلاعب وقفة الأمير خالد بن عبدالله معكم ؟ بمجرد اقترابي من الأمير خالد بن عبدالله أشعر بارتياح نفسي كبير، وسعادة غامرة نتيجة تواضعه الجم، وحبه الكبير لأبنائه اللاعبين، وبدون أدنى شك هو يحظى بمحبة جميع منسوبي النادي، ومهما تحدثت لن أوفي الرجل حقه، فوقفاته معي لاتنسى، ولاتسعها صفحات وتختزل في سطور، وكنت أتمنى أن يسعد ببطولة الدوري والبطولة الآسيوية، وكذلك الأمير فيصل بن خالد فهو يعمل بصمت وعلى جبهات مختلفة بعيدا عن الأنظار، ودون أي ظهور إعلامي. هل لمست فرقا بين إداري الفريق الحالي محمد الحارثي، والإداري السابق طارق كيال؟ محمد الحارثي رجل محترم، وخلوق ويجتهد لمصلحة الفريق، ويقدم جهدا كبيرا في الفترة الأخيرة لتذليل كافة المصاعب التي قد تواجهنا وهو بحاجة إلى الوقت الكافي ليكتسب خبرة أكبر وهو ماميز طارق كيال عن غيره. متى نراك تشارك ضمن صفوف المنتخب السعودي؟ المشاركة مع المنتخب السعودي حلم أي لاعب، وكنت أتمنى الاستمرار في اللعب مع الأهلي من أجل ضمان اختياري ضمن صفوف المنتخب السعودي وبالذات هذه الفترة وإذا لم أمثل المنتخب فستفوتني الفرصة ولهذا أنا حريص بعد العودة على المشاركة مع الفريق وبذل قصارى جهدي خلال التدريبات لتقديم أفضل المستويات، وبالتالي تحقيق الحلم الأكبر وهو تمثيل صفوف منتخب المملكة الأول. ماذا تقول لجماهير الأهلي ؟ أوجه لهم رسالة أطالبهم فيها بالوقوف مع اللاعبين المصابين: تيسير الفهمي، وكامل الموسى، ومحسن العيسي فهم بحاجة لدعمكم وتشجيعكم في هذه الفترة العصيبة، ونعدكم بأن تكون العودة على قدر طموحاتكم.