إذا كان هناك لاعب مكتمل البنية.. وجاهز للاحتراف في بعض أندية أوروبا.. فإن هذا اللاعب هو هذا اللاعب بما توفر له من بنية جسدية.. وحسن تحرك في منطقة وسط النصر.. وتصريف متقن للكرة.. ولو لعب إبراهيم في أوروبا.. لما حوسب على تدخلاته «القانونية» لاستخلاص الكرة من اللاعب الخصم كما يحاسب الآن في ملاعبنا.. ولما حصل على العديد من الكروت «الصفراء» لمجرد أنه يستخدم جسده.. أو كتفيه.. بقوة مقبولة.. لديهم ومرفوضة لدى حكامنا الذين تعودوا على اللعب «الناعم».. فهو من اللاعبين الجادين والأقوياء الذين يتمتعون بلياقة عالية تمكنه من حرث «الملعب» واستخلاص الكرة وتوجيهها إلى المناطق الحساسة بدقة في أكثر الأحيان.. وبأخطاء محدودة تصل معها إلى الخصم وترتد على فريقه. إبراهيم غالب.. إذا .. محور أساسي ومركزي مهم سواء في فريق النصر أو في المنتخب السعودي.. وهو أفضل من يشغل هذا الموقع ولا سيما في ظل واجباته الدفاعية (في الأساس) والهجومية في الوقت المناسب - إلى جانب تيسير الجاسم من فريق النادي الأهلي والبرازيلي (نيفيز) من فريق الهلال و(كاريري) من الاتحاد قبل انتقاله إلى الهلال.. و(اريك اوليفيرا) من فريق النادي الأهلي. ولأن مركزه يتطلب حركة دائبة وفي كل اتجاه بما فيها التوجه نحو الأطراف..فإن مدربي النصر يلجأون إلى إخراجه من المباراة في حالتين: إما لنفاد لياقته من وجهة نظرهم أو لأنه بات خطرا على الفريق لحصوله على كروت صفراء تهدده بالطرد في أي لحظة. والحقيقة أن بنية «غالب» نشطة.. وقوية واستعداده لاكتساب المزيد من اللياقة كبير.. وبالتالي فإن المشكلة ليست مشكلته وإنما هي مشكلة المدربين الذين يكلفونه بأدوار غير أدواره الطبيعية كما أنها مشكلة زملائه في وسط النصر الذين يعجزون عن مجاراته أو يعتمدون عليه في الحركة في جميع الاتجاهات ويركنون هم إلى الراحة ويؤثرون السلامة.. أو يتقدمون للأمام طمعا في تحقيق الأهداف.. الوحيد في فريق النصر الذي يفهم إبراهيم غالب ويتكامل معه ويوفر عليه نصف المشوار هو الكبتن (حسين عبدالغني) سواء من موقعه كظهير أيسر.. أو من خلال تقدمه إلى الوسط باستمرار.. أو بخروجه على الطرف الأيسر وتبادله الكرة مع (غالب).. أما الآخرون فإنهم يستنزفونه كثيرا.. ويدفعونه إلى الخشونة في بعض الأحيان لإنقاذ الموقف. عيب غالب الأبرز هو: الانفعال رغم هدوئه والتوتر المفاجئ وغير المحسوب.