يحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنقاذ مهمته الشرق الأوسطية بين إسرائيل والفلسطينيين، بطرح اتفاق إطار قريبا قبل انتهاء فترة التفاوض المقرر أن تنتهي في شهر نيسان المقبل، وسيلتقي الوزير الأمريكي اللجنة البراعية الدولية في ألمانيا لطرح ما توصل إليه بعد أن أجرى سلسلة مفاوضات في أكثر من تسع جولات، والتقى وفودا فلسطينية وإسرائيلية في واشنطن، وقد وجد الوزير الأمريكي صعوبة في إقناع أي طرف بموقف الآخر، ولهذا فإن اتفاق الإطار سيعرض موقفي الجانبين لإرضائهما معا؛ بهدف تمديد فترة المفاوضات تلقائيا للتفاوض. بمعنى آخر، فإن اتفاق الإطار المتوقع ليس إلا محاولة لتفادي إعلان الفشل. ويحاول الاتحاد الأوروبي في هذا السياق الضغط على الجانبين بطريقة لا تجرؤ عليها الولاياتالمتحدة، فمن جهة يهددون إسرائيل بتوسيع المقاطعة الاقتصادية عليها، ما يعني إصابة الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل؛ لأن ضرب الإسرائيلي في جيبه أكثر إيلاما من ضربه على رأسه، من جهة أخرى، أبلغوا الجانب الفلسطيني بأنهم لن يؤيدوا السلطة الفلسطينية في حالة لجوئها إلى الأممالمتحدة وطلب انضمامها إلى المنظمات الدولية، ومن بينها محكمة لاهاي والمحكمة الجزائية الدولية لمقاضاة إسرائيل. وحتى الآن ثمة شد وجذب بين الطرفين، حيث بدا وكأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اصطدم بحليفه نفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي المتطرف الذي عارض بقوة فكرة الإبقاء على المستوطنين داخل الدولة الفلسطينية في التسوية، وجاءت فكرة نتنياهو في محاولة منه للتشبث بموقفه القائل بعدم إخلاء أية مستوطنة في إطار التسوية النهائية، لكن نتنياهو في حقيقة الأمر يريد المساومة في تبادل السكان والأرض، فهو يطمح إلى ضم حوالي نصف مليون فلسطيني في منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية مقابل إخلاء بعض المستوطنات النائية، فهو هنا يسجل هدفين، الأول إرساء مبدأ طرد الفلسطينيين من الكيان الإسرائيلي وصولا إلى إعلانها دولة يهودية، والثاني الإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة وضمها إلى إسرائيل فهو الرابح في كل الحالات. الموقف الفلسطيني حتى الآن ما زال يتشبث بضرورة عدم الإبقاء على أي جندي إسرائيلي في أراضي الدولة الفلسطينية، وحدد ثلاث سنوات كفترة انتقالية لانسحاب قوات الاحتلال من الأغوار، وهو ما يرفضه الإسرائيليون الذين يطالبون بتمديد سيطرتهم على الأغوار لثماني سنوات قابل للتمديد. عموما، فإن اتفاق الإطار المتوقع هو محاولة لإعطاء المفاوضات فرصة أخرى من الوقت، مع أنه لن يحمل قواسم مشتركة، بل مجرد عبارات ترضي كل طرف لكنها غير قابلة للتنفيذ.