ألقى أهالي ضباء باللائمة على البلدية إذ يرون أنها السبب في حالة الجفاف التي ضربت وادي داما، وحولته إلى أرض قاحلة لا زرع فيها ولا ماء، بعدما جففت الآبار الجوفية واستغلتها في سقيا الأشجار- على حد قولهم، ناسية اعتمادهم عليها في سقيا مزارعهم ومواشيهم. وانتقدوا الشفط اليومي للآبار الجوفية الواقعة على بعد 45 كم جنوبي ضباء الأمر الذي تضرروا معه كثيرا في فقد كميات كبيرة من المياه، وتسبب في دخولهم في مصادمات مع العمال المباشرين لعمليات الشفط والتابعين للبلدية، مؤكدين تضررهم من هذه الخطوة. وأوضح محمد حامد القرعاني أن بلدية ضباء حفرت آبارا ارتوازية بالوادي، حيث سبق أن اعترض الأهالي على أعمال الحفر لما يشكل ذلك الحفر نقصا في المياه التي يعتمد عليها في سقيا مواشيهم، كون المنطقة التي تقع بها المياه بالوادي قليلة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع محافظ ضباء بالتعاون مع رئيس البلدية السابق محمد بن ناجم الحويطي بعمل تحلية في موقع بعيد عن الوادي، ومع استلام الرئيس الحالي الدكتور عبدالله الغبان مهام بلدية ضباء أصر على استكمال المشروع الذي يعد بداية استنزاف المياه من الوادي، والعمل على موقع لتحلية مياه تعتمد في عملها من الدرجة الأولى على الاستعانة بمياه الآبار. وزعم أن بلدية ضباء تعكف حاليا على عمل مشروع لبناء تحلية بجوار مقابر متفرقة في الموقع تطل على تلك الآبار والموقع يبعد عن البحر أكثر من 10 كم، وقال: ما أعرفه أن مواقع بناء محطات التحلية لا يمكن أن تكون فوق تل أو فوق جبل، بل يجب أن تكون بالقرب من مياه البحر كمواقع محطات التحلية الخيرية بقرية المويلح والعمود. ويرى أحمد حمود القرعاني أن ما تقوم به البلدية من نزح للمياه الجوفية واستخدامها لسقي الأشجار ونحوها جعلت المياه في الآبار تتركز بها كميات كبيرة من الملوحة حيث ساهم النزح المتكرر للمياه من قبل البلدية وبشكل كبير في تغيير مجراها، وأيضا أصبح من الصعوبة الحصول على المياه إلا عند حفر 30 مترا، وذلك لسقي الحيوانات وفي مقدمتها الإبل، حيث أصبح بعض الشجر يموت حيث كان الوادي غابة من أنواع عديدة من الأشجار تعتمد عليها الحيوانات في طعامها، وكانت في مواقع متعددة من الوادي ولكن مع طريقة الإزاحة شبه اليومي للوادي أصبح الوادي كالمقبرة لا يستفاد منه نهائيا. وأشار إلى أن التحلية التي تعكف عليها حاليا بلدية ضباء في وادي ضحكان هو في الأصل مقبرة، وتوجد بعض المقابر البارزة للموتى، حيث تجاهلت البلدية كل مناشدتنا إليها منذ سنوات، وهي متمسكة بقرارها ببناء تحلية بالوادي رغم العديد من الخطابات التي تم رفعها للبلدية بوقف بناء التحلية لما يشكل خطرا على الآبار وعلى حرمة وضعية المقابر. فيما يوضح عناد صبيح القرعاني بأنه فوجئ بإزالة موقع البركة التي عكف عليها الكثير من أصحاب المواشي ببنائها وذلك لسقي المواشي بهدمها من قبل مجهولين، وهي تعد موقع تجمع العديد من قطعان الإبل التي ترد إليها يوميا، ولكن نحمل البلدية جفاف المياه في الوادي حيث سبق أن توجهت بسيارتي لتعبئة خزان للمياه فلم أستطع ولم نكن نتوجه للمحافظة للبحث عن المياه إلا عندما تمت السيطرة على مياه الوادي من قبل بلدية ضباء بكثرة صهاريجها التي ترد للوادي كل يوم، مطالبا بالتدخل السريع لمنع بناء تلك التحلية والتي تعتمد على مياه الآبار متجاهلة أنها سوف تنضب في يوم ما متجاهلة وقوع المحافظة على شاطئ البحر- على حد قوله. من جانبه، أكد مصدر مسؤول ببلدية محافظة ضباء (تحفظ على نشر اسمه) أن إنشاء الآبار الارتوازية بوادي داما كان قبل أكثر من 13 سنة، حيث تخدم هذه الآبار مصالح البلدية وتحديدا سقي الأشجار، مشيرا إلى أن الأرض التي تم بناء المشروع عليها ليست خاضعة لأملاك المواطنين، ولم يتقدم أحد يعارض عن بناء التحلية فهي بعيدة عن النطاق العمراني. وعن جزئية المقابر التي تحيط بموقع التحلية أضاف المصدر أنه لم تقرر وضع التحلية والتي فوق الجبل إلا بعد أخذ الموافقة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدم وجود ما يزعمه الأهالي من وجود مقابر حيث شكلت لجنة من هيئة ضباء وبعض أهالي العمود الذين أفادوا بعدم وجود أي مشكلات لبناء التحلية. وتساءل المصدر لماذا لم يتحدث أهالي الوادي منذ تلك السنوات عن معاناتهم أي منذ 13 عاما حتى يقال بأن البلدية جففت الآبار بنزح المياه الجوفية للوادي. وعما إذا كان وضع بناء التحلية بعيدا عن موقع البحر، أشار المصدر إلى أن أغلب مذاق المياه المحلاة من البحر هي شديدة الملوحة وبخاصة إنتاج المياه من تحلية العمود والمويلح ولكن تعد تحلية شواق مياهها عذبة وتصلح للاستهلاك الآدمي، لاعتمادها على مياه الآبار الارتوازية بحكم أنها تبعد عن مياه البحر بمسافات شاسعة.