أول ما يصافحك عند اقترابك من «العلا» هو نضارتها، فالمنطقة مزيج من عبق التاريخ الضارب في أعماق الزمن والأصالة المتجذرة في نفوس الناس والتضاريس الجغرافية الرائعة التي تشكل مع امتداد الرقعة الزراعية الخضراء لوحة فنية لا توصف، كل هذا يمكن أن تخسره «العلا» بجرة «قرار» غير مدروس سيأتي يوم قريب ونتأسف عليه كما تأسفنا على الكثير من القرارات المرتجلة التي ثبت فشلها وقصر النظر فيها!! فبعد اعتماد مشروع بقيمة 720 مليون ريال لإمداد «العلا» بالمياه المحلاة من محطة تحلية «الوجه» قررت وزارة المياه فجأة أن «العلا» تملك من المياه الجوفية ما يكفيها لثلاثين سنة قادمة بحيث تستغني عن مشروع مد مياه التحلية واستبدلته بمشروع آخر لحفر آبار ارتوازية، وليت الوزارة اكتفت بذلك، بل إنها قررت أن تسحب مياه هذه الآبار الارتوازية لتسقي بها مدينة «خيبر»، وبذلك تكون مصيبة «العلا» مضاعفة، فقد خسرت مشروع مدها بالمياه المحلاة وخسرت أيضا مياهها الجوفية التي تعتمد عليها مزارع حمضياتها التي تشتهر بها ليصبح مصيرها كمصير ينبع النخل التي سحبت مياهها الجوفية إلى ينبع الملكية فصارت أثرا بعد عين، وربما خسرت أيضا موقعها السياحي الذي تسعى هيئة السياحة جاهدة لتهيئته محليا وعالميا، فأي سياحة في منطقة يابسة إلا إذا كنا سندعو الناس إلى زيارة «العلا»، لا لمشاهدة آثار المدائن التاريخية، وإنما لمشاهدة آثار القرارات الارتجالية!! إن آمال أهل العلا معلقة اليوم بحكمة وبعد نظر اللجنة التي شكلت بأمر ملكي للوقوف على شكواهم لإنقاذهم ومستقبل زراعتهم وسياحتهم من قرار يدل على قصر النظر، لأن المشكلة ستعود لتطل برأسها بعد أن تجف هذه الآبار بعد السنوات الثلاثين المقدرة، فتضطر وزارة المياه حينها لاعتماد مشروع آخر لمد المياه وستكون تكلفته أضعاف المشروع الملغى!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة