بات من الضروري إعداد خطط جادة وشاملة لتنظيم دورات علمية وعملية لتأهيل أفراد المجتمع المدني على مواجهة الأخطار بشتى صورها، وهذا الدور يعنى به في المقام الأول الدفاع المدني. فهناك سوء فهم وتعامل لبعض أطياف المجتمع في التعامل مع الكوارث والأزمات، وهناك العديد من الوقائع التي حدثت وتفاقمت فيها المخاطر بسبب غياب ثقافة التعامل مع الأزمات، والأمطار والسيول خير دليل على ذلك، بل أوجد حالة من فوبيا الهلع جعلت الكثير من المؤسسات التعليمية والتربوية تُسرع في انصراف الطلاب بمجرد رؤية الغيوم أو متابعة تحليل الأرصاد الجوية. ولا جدال على أن هذه الحالة التي تصيب الجميع ستظل بحاجة إلى المزيد من البحث والحلول العملية بنشر ثقافة مواجهة الكوارث على أنها أمر طبيعي قد يحدث في أي وقت. ويكمل هذا الدور – دور الدفاع المدني- كافة المؤسسات الحكومية والأهلية في إيصال جرعة تثقيفية لمنسوبيها، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم في إعداد دورات تدريبية للطلاب والطالبات وبالتنسيق مع القطاعات المعنية بهدف التثقيف والتدريب العملي لمواجهة الأخطار بأنواعها. فالدور الذي يجب أن تقوم به وزارة التربية والتعليم من خلال المناهج الدراسية والأنشطة يعد أفضل سبل الوقاية لمجابهة الكوارث والأزمات الطبيعية، حيث إن توعية الطلاب تعد الأساس في ذلك، ولأنها تحسن من درجة الاستعداد لمواجهة الأخطار وتقلل من الخسائر، كما تعد أحد الأهداف التربوية التي تضطلع بها الوزارة، ويعتمد النجاح في تقليل خسائر الأزمات والكوارث على اتباع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة التربية والتعليم، بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني.