في المجتمعات العربية وحتى في دول الخليج، وخاصة في المملكة يعتمد كثير من الزيجات على طرف ثالث يتولى جمع (الرأسين) في الحلال.. هذا الطرف الثالث عادة تكون (الخاطبة)...! وفي بعض الأحيان تكون الوالدة أو الأخت والجيران والأقارب. والخاطبة هي سيدة تتعرف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الفتيات اللواتي هن في سن الزواج ويبحثن عن ابن الحلال.. ويتصل بها (العرسان) أو أقرباؤهم للبحث عن عروس. وتعرض بضاعتها عادة إما بالصور -وهذا نادر- أو بالوصف والجمل اللائقة. والطريق الأخيرة (المعتمدة على الوصف) هي التي تتم بها معظم الزيجات ومن هنا حيث تتم الزيجة على الوصف ولا يرى العريس زوجته إلا ليلة الزفاف. وقد وقعت وتقع بعض المآسي والنهايات غير السعيدة. والمأساة تقع عندما تخطئ الخاطبة في (العنوان) أي عندما تخطئ الخاطبة في نقل اسم العروس إلى العريس. ويتقدم بالاسم الخطأ ويتم عقد القران عند المأذون وتسجل الوثائق وبعدها ينتقل العريس إلى مشاهدة عروسه لأول مرة، وتقع المفاجأة... وأعرف حادثتين إحداهما كانت المفاجأة سارة جدا للعريس والأخرى كانت المفاجأة غير سارة. الأولى صدف أن نقلت الخاطبة (خطأ) اسم الأخت الصغرى وكانت على مستوى من الجمال والأنوثة والحيوية والشباب إلى العريس الذي بحكم سنه ومركزه كان يبحث عن رفيقة في الحياة أكثر من بحثه عمن تداعبه ويداعبها فهو قد انتهت عنده تلك المرحلة منذ سنوات...! وكانت المفاجأة السارة له -ولو بتحفظ- لكنها لم تكن كذلك بالنسبة للعروس المتطلعة إلى أكثر من رفقة طريق ولكن القدرة المالية والعز والجاه عالج ما قصر.. والثانية كانت المفاجأة سارة جدا للعروس ولم تكن أبدا كذلك للعريس فقد وصفت الخاطبة للعريس جمال وحسن العروس وكانت صادقة. ولكنها أخطأت في الاسم ... فقد نقلت للعريس اسما آخر هو اسم الأخت الأخرى..! والتي كانت بعيدة جدا من الوصف. فهي ليس لها حظ من الجمال ولا الحسن ولا حتى الرغبة في الزواج... وعندما قيل لها إن العريس (مصمم) أوشك أن يغمى عليها..! وتقدم العريس طالبا يدها بالاسم، وكانت المفاجأة عندما أزيلت عن وجه العروس (طرحة) الزفاف.. وهرب العريس بعد ثوان.. وسيظل كل عرس لم يلتزم بأبسط المبادئ في الاختيار عرضة للمفاجأة غير السارة... مع العلم بأن أبسط مبادئ (الاختيار) في الزواج دلنا عليها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حين قال «تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفأ». وسمح عليه السلام بأن يرى (العريس) من عروسه ما يكفيه للحكم على ملاءمتها لمتطلباته.. تركنا الأصول وتقيدنا بالعادات والأعراف. [email protected]