الساعة الثامنة وخمس وعشرون دقيقة.. كانت الأنظار مشدودة إلى قصر مونترو، حيث سينعقد مؤتمر السلام بين الدول الراعية بحضور 40 دولة والمعارضة السورية ووفد النظام. وفد الائتلاف يخطو بثقة، وليد المعلم يبدو متململا وبثينة شعبان توزع الابتسامات، على هامش هذه الصورة قال وزير الخارجية الفرنسية ل«عكاظ»: فرنسا ستضع كل ثقلها في هذا المؤتمر لتنفيذ حل سياسي لإنهاء مأساة الشعب السوري. هناك الصعوبات، لكننا أمام فرصة يجب أن تستغل لتنفيذ بنود جنيف1. لن يكون للأسد وجود في السلطة الانتقالية. سنعمل على أن لا يحيد المؤتمر عن أهدافه، فلن يتحول إلى مؤتمر لمكافحة الإرهاب كما يريده وليد معلم وعصابته. نحن أمام خيار واحد لا ثاني له هو التوصل إلى سلطة انتقالية كاملة الصلاحيات.. ثم بدأت «ملهاة» وليد المعلم الذي أثارت كلمته استياء الحاضرين وسخرية ممثلي وسائل الإعلام، ومنذ البداية طلب رئيس وفد نظام بشار من الأمين العام للأمم المتحدة وقتا إضافيا ولم يكتف به وسط ضجة مستنكرة في القاعة، ولكنه استمر دون أن يعبأ بالأصوات، فعلق أحد الحضور بالفرنسية: «خذوا الوقت الذي تريدون، فحبل المشنقة قريب من أعناقكم...». الوزير كيري علق على كلمة المعلم: «تتهمون الحاضرة بارتكاب جرائم في سورية، لكن سأذكرهم بأن أكثر من 130 ألف قتيل من الشعب السوري على أيدي نظامكم، تحدثتم 25 دقيقة ولم تقولوا فيها كلمة تقنع الحضور.. فلا تستخفوا بالعقول»، الصحافة التي كانت تراقب المشهد، ارتفعت قهقهاتها من كلمة المعلم وكانت التعليقات تبدو وكأنها تحلل ورطة وليد المعلم التي وضعه فيها الأمين العام الأممي ومطالبته بالاختصار، فقال صحفي بريطاني: «هو لم يكتب الكلمة ولم يطلع عليها قبل اليوم.. لذلك لا يستطيع الاختصار..» وقال صحفي فرنسي «ينقصه أن يقول لنا أن (كبيره الذي علمه السحر) بريء من كل قطرة دم سالت في سورية...»، وقال ثالث من قناة tf1 الفرنسية: «المفاوضات ستكون (فرجة) بوجود وليد المعلم...». أونجليك موني رئيسة قسم الشؤون الدولية في جريدة «لو تون دو جنيف» قالت: رئيس وفد النظام تجاوز كل البروتوكولات في مثل هذه اللقاءات.. كأنه جاء ليلقن الحضور القيم والأخلاق.. بنجمان بارث مبعوث جريدة لوموند قال عن كلمة معلم: «كانت مهزلة في القاعة، فعندما يقول أن بشار الأسد خط أحمر، فهو يقول إن بشار له الحق في قتل الشعب»، البعض رأى في كلمة معلم استعراضا إعلاميا فاقد اللياقة ففقد التعاطف. وبحسب تسريبات الكواليس، فإن سقف التفاوض قد ارتفع وتصاعد، فالهجوم الذي وجهه وليد المعلم إلى جون كيري ولوران فابيوس واتهامهما بدعم الإرهاب، أثار حفيظة الكثير من الحضور حتى تلك الداعمة لنظام الأسد.. وهو الأمر الذي استغلته المعارضة وجعلت شرط تسليم السلطة أساسيا لبدء المفاوضات والإقرار بنقل صلاحيات الرئيس إلى هيئة انتقالية ومن ثم الحديث عن بقية النقاط.