تجاوز وليد المعلم، وزير الخارجية السورية، الوقت المحدد له بأربع أضعافه في مؤتمر جنيف 2، من 7 دقائق إلى 25 دقيقة قبل أن يقاطعه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة طالبًا منه الإيجاز وإنهاء كلامه. وبعد 25 دقيقة من الكلام المتواصل، وتحميل العالم كله مسؤولية ما يحدث في سوريا ما عدا النظام السوري، وتجاهل 6 تنبيهات عن طريق قرع الجرس كنوع من التذكير بالوقت، اضطر بان كي مون للتدخل ومقاطعة وليد المعلم قائلًا: "هل لك أن تنهي كلامك، أخذت إلى الآن 25 دقيقة". ليجيبه المعلم ببساطة شديدة "أنا قطعت كل تلك المسافة بالطائرة لأتحدث عن سوريا، أعطني بضع دقائق فقط". وعلَّق موقع "العربية. نت" على هذا الحوار قائلًا: "لربما ظن المعلم أن بقية الوفود لم تقطع أي مسافة للمشاركة في المؤتمر". ولكن بان كي مون عاد لتنبيه المعلم بضرورة الاختصار، وأنه لن يستطيع منحه أكثر من بضع دقائق، ليأتي جواب المعلم خارج كل السياقات "سوريا دائمًا تفي بوعودها"، ولم يدر أحد عن أي وعود يتحدث المعلم، وما هي مناسبة جملته التي أتت جوابًا على طلب الاختصار، ولكنه سرعان ما استدرك ليقول: "لا استطيع أن أجزئ هذه الكلمة، ولا استطيع أن أعدك أن أنهيها، علي أن أكملها كلها". وخلال تلك الأثناء، كانت لونا الشبل مستشارة الأسد الإعلامية غارقة في ضحك لا ينتهي، حيث جلست خلف المعلم تمامًا، بالتزامن مع ضحكة غامضة حبسها عمران الزعبي وزير الإعلام السوري، بعد أن اقتربت منه الشبل وهمست في أذنه وعادت إلى كرسيها. ووجد المعلم نفسه في موقف لا يحسد عليه، فهو مضطر لاقتراض بعض الوقت لأنه لا يستطيع أن يحذف أو يختصر أي كلمة من الكلام "المقدس" الذي كتبه له النظام. وأكمل المعلم خطابه الطويل وكيل الاتهامات والتهديدات هنا وهناك، وبقيت الشبل مبتسمة تضع السماعات على أذنيها بين الفينة والأخرى كمحاولة- على ما يبدو- للتدقيق في الترجمة والتأكد منها، لحوالي عشرين دقيقة أخرى، دون أن يجرؤ بان كي مون على مقاطعته من جديد لأنه أدرك- ربما- أن عليه وعلى الوفود التي أتت من 39 دولة الانتظار والاستماع لكل كلمة في ورقة المعلم وزير خارجية الأسد. وأما الأمر الأكثر استهجانًا، فكان توجيه المعلم كلمته ل"كيري" وزير الخارجية الأمريكي، ضاربًا بذلك كل بروتوكولات المؤتمرات من هذا النوع، فبدلًا أن يوجه كلامه للجميع، قال "سيد كيري، لا أحد يفرض الشرعية"، لتنتقل الكاميرا بسرعة إلى كيري، ومن ثم تصور عددًا من الحضور وهم يتهامسون، ولتلتقط من جديد ابتسامات وضحكات الوفد السوري الرسمي الذي كان يتحدث باسم بشار الأسد كما قال وأكد وزير الخارجية وليد المعلم. شاهد الفيديو من هنا..