أوضح ل«عكاظ» وزير الثقافة السوداني الطيب حسن بدوي أن هذا المؤتمر ينعقد لتعزيز حوار الثقافات وتعزيز السلام، وينسجم مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات المختلفة، وقال: «المؤتمر يندرج بهذه الصياغة وتحت هذا الشعار في إطار تعزيز السلام والأمن الدوليين، وهنالك عدد من القوانين الدولية التي تعزز مشروعات السلام العالمي، ولكن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات هو الذي يعزز هذه المشاريع الدولية؛ لأنه ينبني على حوار الأفكار ويعمق ما وضع من قوانين مختلفة في إطار الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات»، ورأى أن الخطاب الثقافي الإسلامي يحتاج إلى ما دعاه ب«إعادة المواكبة» حتى يستطيع أن يخلق مشروعا استيعابيا كبيرا للشباب المسلم على مستوى العالم، ويقدم المشروعات الثقافية الإسلامية في قالب من الوسطية والموضوعية، وقال: «بإعادة المواكبة يستطيع الإسلام، وهو بلا شك دين يصلح لكل زمان ومكان، أن يخرج مشروعات تعزز قيم الاعتدال والتسامح وقبول الآخر»، وأضاف: «مثل هذه المؤتمرات وما يتمخض عنها من توصيات للأمة الإسلامية تشكل أساسا يمكن البناء عليه لتشيد مشروعا ثقافيا يعزز قيم الحوار والوسطية ويحارب نزعات التطرف والغلو التي نرجو أن لا تكون واحدة من سمات المسلمين»، ورأى أن العبء الكبير يقع على عاتق المنظمات والمؤسسات الرسمية والشعبية والمجتمعية الإسلامية في إنتاج مشروعات ثقافية لها القدرة على استيعاب الطاقات الشبابية وتوجيهها، لافتا إلى أنها طاقات ضخمة وكبيرة، وتستطيع الأمة أن تعزز بها البناء الإسلامي الواسع، وتدعيم المشروعات الوطنية في الدول المختلفة حتى تساهم في بناء المجتمعات وتساهم في تكبير الطاقات، وتعمق أطر الحوار بين المسلمين وبين غيرهم في العالم، وتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات تحد من ظواهر الغلو والتطرف الديني، وتعزز أواصر العلاقات بين الدول، وذكر أن المؤتمر ينعقد في توقيت هام بالنسبة للأمة الإسلامية لحاجتها الكبيرة للوحدة وللبناء المجتمعي. وطالب بدوي المؤتمر بمعالجة ما أسماه «حرب الأفكار» التي تعمق الهوة بين الثقافات وتعرقل الحوار فيما بينها، وقال: «لا نريد أن نحمل المؤتمر فوق طاقته، ولكن يمكن أن يضع مجموعة من المؤشرات والقرارات والموجهات الكلية للمؤسسات المختلفة التي تعمل في إطار تعزيز الحوار والثقافات بين الجماعات الإسلامية وبين الكيانات المسلمة، وكذلك تعزيز الحوار بين أتباع الديانات المختلفة».