رفع الباحثون والمشاركون في مؤتمر دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي والذي نظمته جامعة طيبة مؤخرا في رحاب الجامعة شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لدعمه المسيرة العلمية في المملكة كما رفعوا شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران - حفظه الله- على دعمه للمشروعات والأنشطة العلمية, ورفعوا شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- على ما يقدمه من جهود خاصة في دعم مسيرة التعليم والأبحاث المختلفة. وأوصى المؤتمرون في ختام أعمالهم بإنشاء مركز عالمي يُعنى بالوسطية يتعاون مع المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية المختلفة, بالإضافة إلى دعوة الجامعات إلى إنشاء مراكز أبحاث وطنية تُعنى بدراسة مظاهر الغلو والتطرف والانحراف لدى الشباب وتسعى لكشف الحاجات الأساسية لهم إسهاماً في بناء الشخصية المعتدلة, إلى جانب تأسيس مراكز إرشاد تربوي ونفسي داخل الجامعات تتولى إرشاد الطلاب نفسياً وتربوياً واجتماعياً وتهيئتهم للتكيف مع المجتمع ومؤسساته, وإنشاء مراكز التطوع الطلابي في الجامعات العربية لبناء قدرات الشباب على المشاركة في الحياة المجتمعية. كما أوصى المشاركون الجامعات والمؤسسات العلمية والدعوية بالعناية ببيان حقيقة الإسلام بما يرشِّد الأمة ويحفظ مقوماتها, وذلك بإشاعة الفهم الصحيح للإسلام والعلم بكلياته ومقاصده وتطبيقه في مختلف شئونها, بالإضافة إلى دعوة الجامعات العربية والإسلامية إلى العناية في خططها وبرامجها بوسطية الإسلام من خلال تضمين مناهج الثقافة الإسلامية والعلوم الاجتماعية والتاريخية والتربوية والحضارية صوراً جليلة وناصعة لسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقادة الأمة وأئمة العلم في عصورها الزاهية, إلى جانب إبراز وسطية الإسلام في علاقة شباب الأمة وناشئتها بولاة أمرهم وطاعتهم في المعروف وسماحته في علاقة المسلمين مع غيرهم. ودعا المؤتمر إلى اعتماد الحوار أسلوباً رئيساً للتعليم وإشاعة أدبياته في التفكير والممارسة وتوجيه الشباب إلى ضرورة تواصلهم مع علماء الأمة الربانيين وتقديرهم وأخذ العلم عنهم, بالإضافة إلى تفعيل التواصل بين المؤسسات الجامعية العربية, وتبادل الخبرات في مجال الفكر والمعرفة والدعوة إلى الوسطية والحث على الاستمرار في إبرام مذكرات التفاهم والشراكات بينها وقيام الجامعات العربية برسم استراتيجية بعيدة المدى تعزز الوسطية بين طلابها من خلال برامج علمية محورها الطالب, والتأكيد على أهمية دعم مؤسسات التعليم العالي في مختلف الجوانب لتعزيز دورها وإسهامها في نشر مبدأ الوسطية, وتفعيل مهام الجامعات ومؤسسات الدولة والمجتمع ذات العلاقة لرعاية الشباب وإيجاد البيئة المعتدلة لهم ليكونوا أفراداً فاعلين. وأوصى المؤتمر بعناية الحكومات العربية بالوضع الاقتصادي للشباب والإسهام في حل مشكلة الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل الكريم لهم والتعاون والتكامل بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية المختلفة لإعداد برامج علمية وعملية تسهم في نشر الاعتدال في الفكر والسلوك وإعادة النظر في مكونات المناهج الجامعية «الأهداف والمحتوى والأنشطة» لتكون أكثر تفاعلاً مع القضايا المعاصرة وأقدر على دعم نهج الوسطية في الفكر والسلوك والحد من ظاهرة التطرف والانحلال وتفعيل دور المناهج الدراسية في تعزيز مبادئ الوسطية ونشر ثقافتها في مراحل التعليم العام والجامعي, وحث الهيئات التعليمية والإدارية في الجامعات بالممارسة العملية والواقعية للوسطية والاعتدال في التعامل والسلوك وتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس ومهاراتهم في الحوار وتقبل النقد وعدم التعصب للرأي والإفادة من التجارب العملية والميدانية والبرامج التدريبية الناجحة التي قدمها المشاركون والمؤسسات وتطبيق هذه التجارب في الجامعات العربية مع مراعاة الفروق الثقافية والبيئية والظروف الاجتماعية.