عندما دخل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مكةالمكرمة في عام 1343ه دعا إلى الشورى وفق الأسس الشرعية الإسلامية وفي 24/5/1343ه تم تأسيس أول مجلس أهلي شوري منتخب، ثم حل هذا المجلس وأعيد تشكيله ليشمل جميع حارات مكةالمكرمة في 1/8/1344ه وبعدها أصدر الملك المؤسس تعليماته بتنظيم المجلس الشوري في 21/2/1345ه ضمن التعليمات الأساسية لنظام الحكم وفي 9/1/1346ه صدر الأمر الملكي بتشكيل أول مجلس للشورى، حيث افتتح الملك عبدالعزيز أول دورة له في 14/1/1346ه وبعد ذلك توالت إعادة تكوينه وتعديل ومراجعة أنظمته إلى أن جاء الحدث التاريخي في إقامة نظام جديد وشامل لمجلس الشورى في 27/8/1412ه وبدأ أول دورة له في عام 1414ه ومن أهم ملامح وواجبات نظام المجلس مناقشة الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإبداء الرأي نحوها ودراسة الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية والامتيازات واقتراح ما يراه مناسبا وتفسير الأنظمة ومناقشة التقارير السنوية التي تقدمها الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى واقتراح ما يراه حيالها وكان مجموع أعضاء المجلس في دورته الأولى 60 عضوا وفي دورته الثانية 90 عضوا وفي الثالثة ارتفع العدد إلى 120 عضوا وفي العام الماضي (29 صفر 1434ه) صدر الأمر الملكي بتعديل نظام المجلس على أن يتكون من 150 عضوا وأن يكون 20% منهم على الأقل من النساء ويبلغ عدد لجان المجلس في دورته السادسة الحالية 13 لجنة وتم تعديل بعض مسميات وأعداد اللجان خلال الدورات السابقة ولقد صدر منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى الآن أكثر من عشرة آلاف قرار وما يقارب 1400 قرار في مسيرته الحالية. ولا شك وبعد أكثر من عشرين سنة من مسيرة المجلس الحالية والحافلة بالإنجازات والتعديلات في نظامه لا بد من قافلة الإصلاح والتطوير التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكل شفافية أن تستمر وتتفاعل ولعل من أبرز الأفكار الوجيهة والمطروحة في الساحة هي أن يتم انتخاب ما لا يقل عن نصف أعضائه ولكن حقيقة ولرؤية أبعد من ذلك أقترح أن يتم تقييم شامل وواسع لمسيرة المجلس وأن يستفاد من الآراء والدراسات والرسائل العلمية التي كتبت وبحثت عن المجلس وأن تتم إقامة ورشة عمل ضخمة حول ماذا نريد من مجلس الشورى وكيف يمكن تطويره ولا يمنع أن يشرك المجلس الجامعات ومعهد الإدارة العامة في إقامة هذه الورشة التي أزعم أنها سوف تحدث بمشيئة الله نقلة نوعية لكيان هذا المجلس الذي نتطلع منه الشيء الكثير والكبير. [email protected]