تدفع الحاجة عددا من نساء المدينة للقبول بأي نوع من الاعمال والوظائف وبرواتب متواضعة بسبب ما يتعرضن له من ظروف حياتية صعبة تجبرهن على العمل لكسب قوت يومهن، فالكثيرات يعانين من هجران الأهل والزوج، والبعض خريجات لم يصدر قرار تعيينهن من وزارة الخدمة المدنية ما جعلهن يقبلن بأي وظيفة حتى وان لم تكن في المستوى المطلوب وأخريات أجبرتهن ظروف ازواجهن الصحية على العمل لمساعدتهم في مصاريف المنزل والأطفال واخريات من أجل الاستقلال المادي عن الأب حتى لو كانت تتقاضى اقل من 200 ريال. تقول (ج. ع-حارسة بأحد قصور الأفراح): ظروفي صعبة وراتب زوجي 3000 ريال فلا بد من أن اعاونه.. حاولت البحث عن عمل ولم اجد سوى هذه الوظيفة التي اتقاضى عليها 700 ريال بالشهر ولم اجد غيرها لأن معي المتوسطة ومن ترأسني عاملة تشادية تدير المكان ورغم الإهانة فأني مجبرة على هذه الوظيفة فمن أين لي أن اساعد زوجي وألبي احتياجاتنا، وحتى ان لم يكن المبلغ كبيرا فظروفنا صعبة ولدينا ايجار وفواتير ومصاريف مدارس وكهرباء وماء ولا يوجد من يساعدنا، حتى «الضمان» رفض مساعدتنا. ومن جانبها تروي سعيدة: انتسبت لشركة تجميل وطلبوا مني الترويج لبضاعتهم وقمت بالتنقل في الحرم النبوي بين النساء وعرض منتجات الشركة عليهن واحصل بالشهر على فائض ما ابيع 540 ريالا شهريا لأني ادرس في معهد خاص واحتاج لكل مبلغ لمواصلة تعليمي فوالدي لا يعمل وما يتقاضاه من «الضمان» لا يكفي حتى اسرته بينما أنا مستقلة عنه ماديا بعملي البسيط ولا توجد وظائف مناسبة حيث الواسطة في كل مكان ولكن ظروف الحياة الصعبة تجبرنا على العمل ويزيد في معاناتنا أن من تدير الشركة وافدة من جنسية عربية وتتعامل معنا بفوقية غير ان الحاجة تجعلنا نتحمل ذلك. وتحكي (ف. م): أنا أم لخمسة اطفال ونسكن في بيت شعبي قديم ايجاره الشهري 1500 ريال وصاحب المنزل لا يمهلنا فيما لو تأخرنا عن السداد يوما واحدا، ولا احد يساعدنا من الاهل فالزوج مريض نفسيا ولم يجد من يوظفه بعد تقاعده وراتبه التقاعدي 950 ريالا ومن «الضمان» لا يأخذ سوى 1800 ريال وكل تلك المبالغ لا تكفي لمتطلبات الحياة الصعبة فلدينا مصاريف مدارس وكهرباء وماء ففكرت في مساعدة أسرتي ولم أجد سوى بسطة والتنقل بها بين بيوت الجيران في الحي ولكن عزوف الناس عن الشراء حطم معنوياتي ورغم تواضع ما اجنيه يوميا الا أنه يغني عن الحاجة. ومن جانبها تروي (أم سعد): حاجتي للمال دعتني لمزاولة تجارة البسطة فما يصرف لزوجي من راتب «الضمان» 2700 ريال بسبب أن ثلاثة من ابنائي يدرسون والباقين منفصلون عنا لانشغالهم باسرهم ولدينا مصاريف وإيجار وزوجي مريض ولا يستطيع العمل فوجدت في تجارة البسطة مصدر رزق يوميا قد لا يكون كثيرا ولكنه يسندنا عند الحاجه ويكفينا العوز والحاجة، علما بأني اخرج من بيتي في الثانية ظهرا ولا اعود له الا في الساعة الحادية عشرة ليلا فالحاجة صعبة والظروف قاسية والمصاريف كثيرة والاسعار في ازدياد وليس بأيدينا ما ندفع به الغلاء سوى العمل البسيط من أجل العيش.