(لا أقتبس لأن قلبي يثق في إنتاجية عقلي) هكذا يتطلع المفكرون ليجعلوا من أنفسهم ملهما رئيسيا لبث الأفكار والانطلاق بها نحو التميز بمجتمع طال انتظار بزوغ النور على جبينه. مجتمع يتأمل رقادنا باكيا متحسرا متلهفا إلى تلك الأعجوبة التي سنحدثها في أحد الأزمنة ممزقين بها أردية الجهل المكبلة بالخوف من التقدم! لا نعلم بأننا كلما عدنا إلى الخلف خفت ضوء ديننا الذي سنسعى كراما -بإذن الله- لنجعله نبض كل إنسان حقيقي! نجابه التغيير، نتصدى للتطور، نعرقل الإمكانيات لنبقى في دائرة الأمان من القادم المغيبة نتائجه عنا! ولا نغفل عن اختناق نتاج هذا الوطن بستار اللامبالاة والانشغال عن أهم الأمور ب(القيل والقال) عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر والفيس بوك) وبرامج المحادثات (واتس اب وكيك) وغيرها التي شاركت بشكل كبير في إبراز سلوكيات الأوطان العربية كما أن العالم الآخر تيقن من خلالها بأننا لا نمتلك التنظيم ولا نرعى القيم ولا نعمل على ديننا بقلوب محبة. كل هذه السلوكيات شاركت في قمع قيمنا والاستهتار بتقديرنا أمام الدول الأخرى. كل هذا أثبت تناقضنا المنهجي واختلال قاعدتنا الأخلاقية. حقيقة أن ديننا دين يدعو إلى الصدق مع النفس قبل الدعوة به، وعدم الوضوح مع الذات يحجب الأقوال عن الأفعال فيفضي إلى عدم التوازن والاضطراب الدائم لربما لدينا أحلام كثيرة ولربما كانت تلك الأحلام هي التي ستأخذنا إلى الطريق الأفضل لخدمة الدين والوطن ونشر العلم والتعلم بتطبيق القرآن والسنة ولكن تعلمنا الخوف من البوح بها بصوت مرتفع حماية للعادات متسترين بالدين. توصل الغرب إلى أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وتطبيقها عن طريقنا واتسمت أفعالهم في الكثير من الأنشطة بأوامره كحملة الحفاظ على الماء التي وسمت ونسبت بأنها من أقوال محمد صلى الله عليه وسلم وغيرها من الحملات التي تدعو للجودة الحياتية ولا أخفيكم بأن كل هذا يجلب السعادة ويجعلنا نتشرف بهذا الدين لكن ما يحزنني ويجعلني في فزع دائم وقلق لا يتوقف؛ أن كل ما طبقه الغرب هو نتاج تسويقنا القولي الذي أشغلنا عن العمل والتمثل به. أصبحنا متمرسين في التهريج والسخرية من عاداتهم وأساليبهم في طريقة حياتهم ولبسهم وشربهم وفي الصفوف الأولى من القذف والشتم والسباب لمن ابتلاهم الله بمعصية ولا نتراجع بصنع (الكاريكاتيرات) عن قرارات شكلت من أجلنا والتي تثبت بأننا نسيء الظن في كل الأحوال ومع كل الموضوعات. ومن الأمور التي ساقتني إلى الذهول أن الجميع (محلل سياسي، ناشط لحقوق المرأة، مفسر أحلام، مفبرك إشاعات، مسوق لفضائح، قاض في محكمة الفراغ، داع بلا دعوة). كل هذه المهام أكدت أننا نحشر أنوفنا مضيعة لوقت وهبنا إياه الله، واستهانة بعقل يفكر ويخطط وينفذ ويطور. الرفاهية مطلوبة لكن دون تجاوز للخطوط الحمراء التي بها نعرقل إنسانيتنا واحترامنا فنصبح عالة على أنفسنا. دعنا نفكر قليلا لنصنع وطنا بدلا من الهراء والعبث في أسطر سيسجلها التاريخ وينفينا. الواثقون وحدهم يعلمون متى عليهم التوقف للبدء من جديد فلنبدأ! أنت! لديك فكرة لا تتوقف ولا تعترف بوجود الصعاب لأنك طالما آمنت بها ستحققها بإرادتك الوجدانية وبعقلك الذي لن يتوقف عن العمل من أجلها. أنتِ: لا تتأخري عن تفوقك في إثبات وجودك من خلال إطار يمثل مجتمعك ويقدس دينك ويبث فكرك بطريقة تليق بك. أنت: لن يقف في طريقك أي قرار طالما اخترت الهدف الرئيسي في عملك (وطنك). أنت: عليك أن تكن التقدير والاحترام وتبدي رأيك بكل شموخ لرعاية وطنك. أنتِ: أدرك بأن أحلامك مؤطرة بالاحترام أمام ولاة أمرك إلا أن المجتمع قبل أن يصدر قرار قيادة المرأة للسيارة يجب عليه أن يؤهل لذلك. أنت: أدرك كمية المعاناة التي تعيشها لتحصل على ملكيات كثير تشعرك بحريتك المادية إلا أنك تستطيع تحقيقها بإمكانياتك العقلية في تجارة أو صناعة أو مشروع. أنتما! مثال جميل للوطن كلما برز جمالكما أصبح الوطن أجمل وأكبر وأبهر من كل الأوطان، صدقكما مع أنفسكما يشعركما بالأمان والثقة. [email protected]