أن يعتزل حكم أو لاعب أو مدرب هذا حقه، بل ومن ضمن حيثيات ملفه الذي من خلال ما دون فيه من أعمال ومكتسبات هناك نقطة على هامش مسودة في هذا الملف مكتوب فيها تاريخ التوقف وأسباب التوقف! لكن ما أقدم عليه الحكم الدولي خليل جلال مفاجئ لنا جميعا، وربما لخليل نفسه الذي قرر دون أي مقدمات! هناك بعد القرار من ذهب إلى ما بين سطور القرار وحاصرها بعدة أسئلة، ليس منها طبعا ما يبرر هذه الخطوة المفاجئة، والتي ألبست على مدار اليومين الماضيين أكثر من ثوب، وبعض هذه القمصان أطول من حجم المبرر الذي ساقه الكابتن خليل جلال! ففي وسطنا الرياضي بشكل عام، والإعلامي بشكل خاص، ينشط الباحثون عن ما وراء الخبر، بل ويقود بعضنا خياله لكتابة رواية فيها ما فيها من الأحرف الناطقة والصامتة، تحت عنوان من فرض على خليل الاعتزال دون مبالين لمبررات الرجل التي ساقها في أكثر من موضع، وأكثرها إيضاحا مع الزميل تركي العجمة! لا شك أن الطموح المعلن لصديقنا خليل جلال كان كأس العالم، وكل جهده ومثابرته واستعداده كلها منصبة على مونديال البرازيل الذي بعده ربما يعلن اعتزاله.. لكن بعد أن خلت القائمة من اسمه، أو بمعنى أصح تم استبعاده، قرر ما يراه مناسبا، مع يقيني أن وراء الأكمة ما وراءها! يا ترى، هل فعلا كان القرار قاسيا على خليل من حيث استبعاده وهو مؤهل عطفا على الأسماء التي حوتها القائمة، وهل كل من اختيروا تتجاوز قدراتهم وكفاءتهم حكمنا الدولي خليل جلال، أم أن ثمة من دعموا من اتحاداتهم الأهلية ونحن لم ندعم ولدنا! إن صح اجتهادي من حيث دعم الحكام أو بعضهم من اتحاداتهم للوصول البرازيل ونحن واتحادنا تركناه يصارع مراكز القوى، فهنا من حقه أن يقول: خذلوني، ومن حقنا أن نطالب بمحاسبة من خذله، على الأقل إعلاميا، ولا سيما وحسب معرفتي أن جلال اجتاز كل الاختبارات، أعني اختبارات حكام النخبة من المجموعة! أين لجنة الحكام، يا عمر عن خليل، بل أين الاتحاد السعودي لكرة القدم، لماذا غاب في لحظة كان ينتظره فيها حكمنا خليل! لا يفهم من كلامي على أنني أطالب بواسطة، فخليل لا يحتاج لمن يجامله، بل لمن يساعده في اتحاد وعلى اتحاد تحركه المصالح، واهمها الانتخابات التي يدير بلاتر لعبتها بعدة ألعاب وإن نفاها، إلا أن كواليس فيفا تدين من ينفيها، ولكم في ما يفعله بلاتر من ابتزاز لقطر دليل حي! لو خليل حكم عادي ومستواه لا يؤهله لذلك لما اختير ضمن قائمة المرشحين، ولما أعطي تأكيدات بأنه ضمن باقة الأوائل الذاهبة للبرازيل! قل، يا خليل، كل ما عندك ليعرف القاصي والداني أنك خذلت! قل الحقيقة كما هي ليعرف الكل أن لجنة المهنا مشغولة بحكم أضاع بنالتي للهلال وهدف للأهلي ومباراة على الرائد! قل بصوت عالٍ: لقد خذلوني، ونحن سنكتفي بالسؤال التقليدي: من خذل حكمنا خليل جلال؟ قل ما تريد، ففي عز صمتهم يحلو الكلام، وحذارِ أن تجامل على حساب نفسك!.