يقصد عدد من أهالي منطقة تبوك خلال إجازة نهاية الأسبوع متنزهات شرما ومحافظة حقل والمسطحات الخضراء المنتشرة في المدينة وغيرها من المناطق القريبة التي تتميز بمناظرها الجميلة وطبيعتها الخلابة، وذلك للترويح عن النفس عبر التجمعات الأسرية في الهواء الطلق. وسط البلد وأوضح ل«عكاظ الأسبوعية» إبراهيم . س (أب لأربعة أطفال)، أنه يعمل طوال الأسبوع وفي يوم الإجازة الأسبوعية يصطحب أسرته إلى البر لقضاء أوقات ممتعة، وقال: أنا من أشد المهتمين بالطلعات والاجتماعات العائلية بين أحضان الطبيعة، خاصة أن المنطقة تشهد حاليا أجواء باردة وجميلة، بعيدا عن ازدحام المدينة وصخبها. وعلى خلاف إبراهيم، يرى هاني البلوي (25 عاما) أن وسط البلد يعد المكان الأفضل من أجل الترفيه، وقال: أذهب أسبوعيا إلى وسط البلد وأحيانا لمرات متتالية، إلا أن عملي كمحاسب في شركة يجعلني أمضي معظم الوقت في العمل، ولا أحظى بفرصة إلا في يوم الإجازة، ويضيف: يجذبني في وسط البلد المتنزهات والحدائق العامة، فالمناظر هناك جميلة جدا ومن خلال ترددي على هذه الأماكن كونت صداقات مع بعض من يترددون على الحدائق العامة مع أسرهم. ويوافقه الرأي عبدالله ناصر الذي يرى أن التردد إلى وسط البلد في أيام الإجازة يساعد على التعرف بأشخاص كثر، خاصة المثقفين الذين يتواجدون في مقاهي «الكوفي شوب» بشكل دائم، وقال: زياراتي المتكررة إلى هذه المواقع مكنتني من لقاء نفس الوجوه أكثر من مرة، حتى توطدت علاقتي بهم ونتقابل في إجازة نهاية الأسبوع في مكان يحتضن أفكارنا، وأحيانا نتوجه إلى خارج مدينة تبوك لممارسة «التطعيس» في الكثبان الرملية. أماكن للأطفال في حين طالبت أم محمد سالم، (أم لثلاثة أطفال) بتخصيص أماكن للعائلات والأطفال، وقالت: الأطفال يبحثون عن الألعاب، والأب والأم يبحثان عن مكان طبيعي هادئ من أجل راحة البال وإزالة تعب أسبوع من العمل المتواصل، وتضيف: كنا نذهب في البداية الى المتنزهات والحدائق التي توفر الألعاب للأطفال، ولكننا رأينا أن هذه الأماكن مكتظة بالعائلات ولا تناسبنا، لذلك اتجهنا إلى المراكز التجارية الكبرى باعتبارها توفر متطلبات أطفالنا الصغار. وبحسب اعتقاد نايف النجار، فإن المشكلة الحقيقية ليست في الأماكن، بل في سلوكيات الناس وطريقة استفادتهم من المرافق المتوفرة، ويقول: البعض يتصرف بشكل غير مسؤول ولا يحافظون على نظافة المتنزهات بل تجدهم يتركون خلفهم بقايا الطعام والزجاجات الفارغة، دون أدنى تفكير بأن التنزه هو مكان عام وليس ملكا لهم، ويضيف: يجب على الجهات المعنية توعية الناس بأهمية المحافظة على نظافة وسلامة المرافق العامة. حملات توعوية وذكر الدكتور بهاء نصر، أن تخريب الممتلكات الخاصة أو إتلافها يعد مخالفة يعاقب عليها فاعلها، ويضيف: قطع الأشجار أو ترك النفايات في المتنزهات العامة يعد من السلوكيات المخالفة، وحتى الأحراش التي تعد من الثروات الوطنية يتم تدميرها بلا أدنى مسؤولية. وأوضح الأخصائي الاجتماعي الدكتور عبدالله الدراوشة، أنه من الطبيعي أن يبحث الإنسان بعد عمل أسبوع كامل عن مكان للترفيه وغسل الهموم، ولكن مع عدم احترام مرافق الترفيه العامة أو تشويهها يصعب على أي مكان أن يفي بالغرض، ويضيف: حملات التوعية لتغيير هذه السلوكيات يجب أن تنطلق من المدارس والمساجد والمنزل.