تذمَّر عدد من مرتادي بعض حدائق مدينة أبها العامة، مما وصفوه إهمالا من قبل الشركات المتعهدة بصيانتها وتحسينها، معتبرين أن ألعاب الأطفال الموجودة في تلك الحدائق باتت تشكل خطرا على أطفالهم، في نفس الوقت التي تمثّل لهم مصدر قلق، بدلاً من أن تمنحهم المتعة والاسترخاء والهدوء. وبيَّن المواطن سعد المالكي أنه قرر الذهاب بأفراد أسرته للتنزّه بإحدى حدائق مدينة أبها، إلا أنه صُدم مما شاهده من إهمال وعشوائية في حديقة الشلال، وقال إن ما شاهده لا يعكس حجم ما يصرف على صيانة وتحسين تلك الحدائق والمتنزهات من قبل البلديات والمتعهدين، ولا تعكس عمل مراقبي صيانة الحدائق، حسب قوله، وأضاف «لم يستطع أطفالي الاستفادة من مرافق الحديقة ومساحاتها، بسبب انتشار المياه الراكدة والحفر التي تمنع وصولهم إلى الألعاب، إضافة إلى ما تمثّله تلك البؤر المائية من تهديد على الصحة، فقد تكون مملوءة بالقاذورات والجراثيم ومصدرا لانتشار الأوبئة. وأوضح المواطن أحمد العقيل، الذي قدم من منطقة القصيم لمدينة أبها في مهمة عمل رسمية برفقة عائلته، أن المتنزهات الحكومية التابعة للبلديات يفترض أن تمثل أحد أفضل الحلول لقضاء إجازة جميلة برفقة العائلة، نظرا للأسعار المبالغ فيها من قبل أماكن الترفيه الموجودة في الأسواق والمجمّعات التجارية، ولكن من يرى مثل هذه المناظر المؤسفة يجد نفسه مضطرا للمغادرة بأسرع وقت ممكن، قبل أن يتعرّض أحد مرافقيه للأذى، حسب وصفه، وأضاف «لا يظهر وجود صيانة حقيقية في الموقع إلا قص العشب فقط، وأما الباقي فلا يوجد ما يوحي أن هناك متابعة من جهات الاختصاص، فنحن نرى المياه الراكدة تحت ألعاب الأطفال، إضافة إلى دورات مياه ليست مهيأة للاستعمال بسبب إهمال القاذورات المتراكمة داخلها». من جهته، أوضح ل «الشرق» مدير تجميل الحدائق والمتنزهات في أمانة منطقة عسير المهندس سالم مصلح، أن الصيانة مستمرة في جميع الحدائق والمتنزهات، خصوصا في الفترة الصباحية التي يقل فيها عدد مرتادي تلك المواقع، بخلاف الفترة المسائية، مشيرا إلى أنه يتم رش المسطحات الخضراء بأجهزة رش آلي تشمل كافة مرافق الحديقة بشكل كامل، وقال «نظرا لوجود منخفضات تحت الأرجوحات بفعل أقدام الأطفال فبالتالي تشكل تلك المنطقة مكانا ملائما لتراكم المياه بشكل أكبر». وأضاف مصلح «نحن نحرص على ألا تأتي فترة المساء إلا والمواقع جاهزة ومهيأة لاستقبال مرتاديها، ونقوم بملء تلك المنخفضات بالتربة لمساواتها بسطح الأرض، ولكن قد تحد من ذلك ظروف خارجة عن إرادتنا، كهطول الأمطار أو خلل في ميزان جهاز الرش، وهذه نوادر لا يمكن تعميمها». صورة توضح ضعف الصيانة في ملاعب الأطفال (تصوير: عبدالله الوائلي)