تعدد الزوجات أو الزواجات بالنسبة للرجال معروف وغير مستغرب؛ لأن الشرع أجاز لهم مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانهم، أما بالنسبة للنساء فهناك ضوابط لا بد من مراعاتها، وعلى هذا الأساس استطاعت بعض النساء أن يعددن في زواجاتهن دون أن يكون عليهن حرج وبأس في ذلك، نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر: (قريبة بنت أبي أمية) ثلاثة أزواج، الأول عمر بن الخطاب، والثاني معاوية بن سفيان، والثالث عبدالرحمن بن أبى بكر الصديق، وهناك (أم القاسم بنت الحسن بن على بن أبي طالب) ثلاثة أزواج أيضا كذلك، الأول أبان بن عثمان بن عفان، والثاني ابن عمها علي بن الحسين، والثالث الحسين حفيد العباس ابن عبدالمطلب. وهناك (أم سلمه بنت عبدالرحمن بن سهل) أربعة أزواج، أولهم الحجاج والى العراق، ثم ثلاثة من الخلفاء الأمويين وراء بعضهم البعض: الوليد وسليمان وهشام أبناء عبدالملك بن مروان. وإليكم على الأقل (أم يحيى بنت محمد بن عمرو) حفيدة الصحابي الجليل الزبير بن العوام، أحد العشرة المبشرين بالجنة تزوجت ثلاث مرات آخرهم القاضي الحكم بن يحيى، الذي جابت له (الكافية) وذهبت بأمواله وتركته شريدا طريدا، تحوم حول أنفه أسراب الذباب دون أن يستطيع طردها. ومما ذكره (السخاوي) عن امرأة يقال لها (مهجا) أنها تزوجت عدة رجال، وأخذ يعددهم، وبعد أن وصل إلى الرقم (6) يبدو أنه تعب أو لم يعد يذكر أسماء الباقين، فاختصر الموضوع قائلا: وتزوجت بعدهم (عدة رجال). وهناك مثل دارج عند العرب القدماء يقول: «أسرع من نكاح أم خارجة»، وهي (عمرة بنت سعد) ما غيرها، التي تزوجت في حياتها 41 رجلا، آخرهم مات مقتولا على يدها، بسبب عذرها السخيف بأنه على حد زعمها لا يحسن الإصغاء لها، وفوق ذلك كان (عنينا)، ويذكر الرواة أن عمرة تلك كانت تملك قوة سحرية طاغية على الرجال، فلا يقع رجل بين يديها حتى تسيطر عليه بجاذبيتها، وهي على فكرة تحسن الغناء والرقص والحديث المليح. ولا استبعد على الإطلاق لو أنني وجدت في زمن طيبة الذكر(عمرة)، سوف أحوم حول حماها حبا بالاستطلاع لا أكثر ولا أقل، وقبل أن أقع في شراكها أولي الأدبار هاربا ونافذا بجلدي. فامرأة على هذه القدرة وهذه الشاكلة من المواهب إن صحت الروايات فلا شك أنها تثير الاستغراب والإعجاب معا، وأنا بطبعي يستهويني التعرف على هذه النماذج (المركبة) من البشر، لكي أحمد الله على نعمة العقل. [email protected]