يحصد البعض لقب "الجد والجدة" وقد لا يكون قد تجاوز الأربعين. وفيما تجد أن كثيرا من الرجال يقابلون ذلك اللقب بفخر واعتزاز، يمتعض معظم النساء، معتبرات أن ذلك ضريبة الزواج المبكر، مما يضعها بخانة ما يطلق عليهن ب"كبيرات السن"، وتصبح في نظر الزوج كبيرة، ولا بد له كما قد يدور في خاطر الزوجة أن يبحث عن زوجة جديدة. يقول أبو عبدالله "بعد أن كبر ابني البكر سلمته شؤون المنزل، وأنا اليوم متفرغ لأموري الخاصة، بعد أن تحملت مشاوير الأسرة، وجميع متطلباتها أكثر من 20 عاما". ويضيف أبو عبدالله "أجد نفسي اليوم مرتاحا نفسيا بعد أن وجدت الاهتمام الكبير من ابني، وحرصه على قضاء مشاوير الأسرة، وكذلك حسن قيادته للمركبة والتقيد بنظام المرور". وفي نفس السياق يقول المواطن عامر الشهري إنه يشكر الله ثم والده الذي زوجه وهو صغير بالسن، حيث إن لديه اليوم خمسة من الذكور وثلاث من البنات، مشيرا إلى أن ابنه الكبير بات اليوم مستلما جميع شؤون المنزل من نفقات وغيرها، فهو الناهي والآمر بالمنزل، والجميع عليهم تنفيذ أوامره التي يصدرها على إخوته. ويشير الشهري أن الزواج المبكر له محاسن كثيرة وله مشاكل، إلا أنه عاد ليقول أنه بالتفاهم تسير الأسرة والأبناء في الطريق الصحيح. أما سعد العمري فهو يمثل إحدى شرائح المجتمع، حيث إنه تزوج في سن مبكرة ورزق ببنت، وقد كبرت اليوم وتزوجت، بل أنجبت في الوقت الذي لم يبلغ فيه عمر الجد أربعين عاما. يقول العمري "تزوجت في سن مبكرة، ورزقت بابن، وقد مرت الأعوام بسرعة فأنهت ابنتي الدارسة الثانوية وتقدم لها شاب وتزوجا، ورزقا اليوم بولد، وهاأنا أصبحت جدا، وكذلك زوجتي، علما بأننا لم نبلغ الأربعين من العمر بعد". ويضيف العمري "بت أحمل اليوم بين أقاربي وأصدقائي وأفراد الأسرة والزملاء بالعمل لقب "الجد"، ومن يشاهدني لا يصدق أن لدي بنتا متزوجة ولديها ولد". فيما يرى ممدوح الشريف الذي يعتزم الزواج خلال العام الحالي، وهو لم يتخط 22 من العمر أن الزواج في سن مبكرة جميل جدا، حيث إنه بعد 20 عاما سوف يكون لديه ولد أو بنت بعد إرادة الله ، ويكون الفارق بيننا عشرين سنة، وأن ذلك يعطي استقرارا للأسرة في المستقبل. وتقول أم عبدالعزيز إنها تزوجت وهي صغيرة، ولديها الآن 9 من الأبناء، وقد زوجت الولد والبنت، وإنها تفتخر بذلك بعد أن قامت بتربيتهم أحسن تربية بعد وفاة والدهم، وإنها أصبحت جدة اليوم لابنتها ترعى أبناءها وأحفادها أيضا. وتضيف أم عبدالعزيز إلى أنها تصحب بناتها في الأفراح، وتعاني من الحرج عندما تسمع من يطلق عليها لقب جده من قبل الآخرين، مشيرة إلى أن البعض من الحضور النسائي يتوقعن أنها هي وابنتها أختان أو صديقتان. وتذكر أم سلطان إنها تجد نفسها صغيرة بالسن، غير أنها تزوجت وهي صغيرة، فأنجبت مبكرا، فيما تزوجت ابنتها، وهي اليوم لديها أبناء، مشيرة إلى أنها تطلب من زوج ابنتها أن يقول لها أم سلطان، بدلا من "خالة أو عمة"، لما يسبب لها من توتر نفسي. وتشير أم سلطان إلى أن زوجها يقول لها إنها أصبحت جدة وكبيرة بالسن، ولابد له من زوجة ثانية، وهي المقولة التي طالما يرددها كل فترة على سبيل المزاح المبطن. حيث ترى أن ذلك ضريبة للزواج المبكر حين يصبح الشخص جدا أو جده في مقتبل عمره.