رغم أن منتزه القصيم الوطني المعروف ب(عسيلان) يعتبر أكبر منتزه بري في المنطقة، ومقصدا للشباب والعوائل للتنزه والاستجمام وقت الإجازات الرسمية سواء الأسبوعية أو السنوية، إلا أن واقع المنطقة يجعلها بعيدة عن مواكبتها لاستقطاب الزوار، أو على الأقل الحفاظ على من يصل إليها ويتوافد عليها. فالمنطقة ذات الطبيعة الساحرة التي تعد مقصدا لعشاق البر، باتت مهملة تعاني من سوء الخدمات والتخطيط، فلا أماكن للباعة أو حتى للجلسات أو مواقع للشواء باعتبارها منطقة برية، ولا دورات مياه للحفاظ عليها من التلوث، إضافة إلى هيمنة العمالة على الأعمال التجارية. وفيما يعترف كل من الوافدين عبدالحميد ابوصالح، محمد أحمد الصديق، أنهما لا يجدان أي مضايقات من الجهات المختصة في البيع، حيث يعملان منذ سنوات في الموقع، يشير عدد من الشباب إلى أنهم يجدون الكثير من العوائق في منعهم من البيع في البسطات. ويقول الشاب محمد سليمان الحربي: نصبت خيمتي في هذا المكان لبيع القهوة والشاي وبعض المعجنات والأكلات الشعبية وهي مصدر رزقي تعينني على تكاليف الحياة وتغنينى عن السؤال ولكن مع الأسف الشديد الأمانة والزراعة يضايقوننا بشكل كبير ويهددون بإزالة الخيمة وفي نفس الوقت يتساهلون مع العمالة وهو أمر غريب.. فأين نذهب؟ ويضيف إبراهيم صالح العقيلي: أنا رب أسرة، ومع الأسف الشديد الأجانب ضايقونا بقوة واثروا على اقتصادنا الذي هو حق لنا، وأتمنى من أمانة منطقة القصيم بحكم أن المنتزه تابع لها أن تهتم أكثر وتضع لنا مكانا يحمينا من البرد القارس والغبار والأمطار. ويقول الشاب معاذ العثيم صاحب محل بيع مواد غذائية في منطقة عسيلان بلهجة حادة: لا نريد الأمانة ولا نحتاج لمحلات لكن نريد عدم مضايقتنا لأنه لو وضعوا محلات ستكون بأسعار عالية وستدخل فيها الواسطة لذا يتركوننا في حالنا «نريد أن نأكل عيش». وأوضح محمد المجماج (بائع قهوة وشاي) أنه يتمنى من الشباب السعودي الحضور والانخراط في العمل، مشيرا إلى ان عسيلان يحتاج الكثير ليواكب كثرة المتنزهين، أبرزها الحاجة لدورات مياه، كما أن الطرق ضيقة، ومنطقة الشباب غير منظمة اطلاقا. وقال رائد الفريدي: نحضر هنا لقضاء وقت الفراغ والذي هو جزء كبير من حياتنا نلتقي بالشباب ونستمتع بالتطعيس والتفحيط فقط. وأضاف عبدالله اليحيي: نجد هنا متعة حقيقية بالاستعراض بالسيارات والدوران لكن لي ملاحظات كثيرة على منطقة عسيلان حيث سوء الخدمات المقدمة من قبل الأمانة، لا محلات ولا تنظيم، فوضى في كل شيء أتمنى أن يكون هناك عمل أكثر خاصة أن أمانة القصيم لديها إمكانيات تسخرها فقط في مهرجان الربيع الذي مدته أسبوعان فقط.. نريد برامج طوال العام. ويقول محمد السلطان أحد محبي هواية التطعيس: اقضي وقتي هنا في منطقة عسيلان نجد متعة حقيقية في هذه الهواية بعيدا عن صخب المدينة، نستمتع بقضاء الوقت، وبالنسبة للخدمات خاصة منطقة الشباب سيئة للغاية بل غير موجودة. ويرى محمد العناز أن هناك فوضى في منطقة الشباب في عسيلان بسبب عدم الاهتمام بالمنطقة من الجهات المسؤولة خاصة أمانة منطقة القصيم، نريد تنظيم المنطقة ووضع مكان خاص للتطعيس و(الدوران). ويعرب ثامر التويجري عن أمله في الاهتمام بالشباب الذي لا يجد هواية سوى الدوران والتطعيس ونصب السيارات، لذا يأتون إلى هنا لممارسة هواياتهم، لكنهم للأسف يجدون منطقة لا تتوفر فيها الخدمات التي تهمهم. ويستغرب محمد الفايز ما أسماه غياب التسهيلات للشباب في عسيلان، مضيفا: لا نجد الاهتمام في هذه المنطقة مع الأسف الشديد، لذا نتوجه لممارسة هواياتنا بالتفحيط والتطعيس لنشغل وقتنا.. حتى المهرجانات والملتقيات التي تنظم كل عام لا تجد إقبالا على الإطلاق بسبب توافد الكثير من خارج المنطقة للمشاركة، ولأنه ليس لنا رأس مال لنعمل به هنا فإننا نريد الدعم. من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم أمانة منطقة القصيم يزيد المحيميد أن أمانة القصيم تدعم الباعة الجائلين السعوديين وفق اللائحة التنظيمية الخاصة بذلك، وتمكنهم من الحصول على تراخيص مؤقتة لممارسة هذا النشاط، مبينا أن عمليات البيع الجائل في الموقع المشار إليه تخضع لعمليات تنظيمية في تحديد المواقع بالنسبة إلى حرم الطريق وذلك لعدم التأثير على حركة المرور، كما تخضع تلك المواقع المؤقتة إلى عمليات رقابة صحية مستمرة خلال الموسم من قبل البلديات الفرعية وبإشراف الإدارة العامة لصحة البيئة للكشف على الحالة الصحية للمواد الغذائية المعروضة للبيع ومدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.