قابلت يوما رجلا مسنا وقورا تبدو على قسمات وجهه معاناة السنين التي عاشها بحلوها ومرها، حييته مباشرة «كيف الحال يا عم»، فرد: أهلا يا بني، جاذبته أطراف الحديث فاتسع صدره لي، قلت له أثناء حديثنا: «ما رأيك يا عم في أحوال الناس هذه الأيام»، فرد ببساطة: أحوال جميلة، الناس بخير، والدنيا بخير إن شاء الله، ثم ابتسم. أعجبتني تلك الروح المتفائلة، وكأنما تلك البسمة الهادئة العفوية على شفتي العم والتي تكاد لعفويتها تشبه ابتسامة طفل يستقبل والده ليتلقى الحلوى أو الريال. ألا تعتقد يا صديقي أن من المهم أن نتفاءل، خصوصا عندما تكون مشاغلنا كثيرة واهتماماتنا متشعبة، لعلنا نتقبل الحياة بصدر رحب وأمل جديد في غد أفضل، في الحقيقة أصبحت حياتنا اليوم معقدة، كثيرة الالتزامات، متعددة الارتباطات، متنوعة الفواتير، وكأنها لكثرتها وتنوعها حلوى العيد، كأنما نحن في شباك عنكبوت نسجناها حول أنفسنا قد تضايقنا وقد تستفزنا، لكن وعندما نملأ حياتنا بالتفاؤل سنكون أسعد وأقوى في درب الحياة، هذه النعمة الجليلة التي وهبها الله لنا، كان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يحب الفأل ويكره الطيرة (التشاؤم).