في احتفالية كبيرة شهدتها العاصمة الهندية وقع وزير العمل المهندس عادل فقيه في أكبر بهاون نيودلهي أمس مع وزير شؤون المغتربين الهندي رافي والايار اتفاق التعاون العمالي في مجال توظيف العمالة بين المملكة والهند. ونقل وزير العمل عادل فقيه في كلمة ألقاها في حفل التوقيع تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتمنياته بأن تكلل مراسم توقيع هذا الاتفاق بالتوفيق والنجاح. وأوضح فقيه أن المملكة ترتبط مع الهند بصلات تاريخية وثيقة وتنظر بعناية إلى أهمية دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. المملكة تعتبر الهند شريكا استراتيجيا وتابع قائلا «إن المملكة ترى في جمهورية الهند شريكا مهما وفعالا على أكثر من صعيد، وتؤمن بأهمية التعاون والتنسيق المتبادل لرعاية المصالح المشتركة، في ظل ما يتمتع به البلدان من إرث تاريخي وحضاري وما يملكانه من إمكانيات اقتصادية وثقافية كبيرة». وأشار فقيه إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجمهورية الهند عام 2006 أعطت دفعة قوية للعلاقات التاريخية الراسخة بين المملكة والهند، فما ورد في البيان المشترك الصادر عن الزيارة وما تم الاتفاق عليه يعززان بكل تأكيد التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما في ذلك العلاقات العمالية. وأشار الى أن واقع العلاقات العمالية والاقتصادية بين المملكة والهند متميز، ونتطلع دائما الى تطويرها وتنميتها من خلال بذل المزيد من الجهود لاكتشاف الفرص المناسبة، موضحا ان الاتفاق الذي تم التوقيع عليه يعد ضمن ثمرات تلك العلاقة المتميزة بين البلدين والذي يأتي في إطار حفظ الحقوق وتنظيم العلاقات العمالية بين أصحاب العمل والعاملين بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين المرعية والمعاهدات والاتفاقيات الدولية. وأوضح أنه في إطار الرؤية المشتركة لتفعيل هذا الاتفاق وتذليل ما قد يطرأ من معوقات في التطبيق فقد تم الاتفاق على تأسيس لجنة ثنائية مشتركة بين كبار المسؤولين في الوزارتين تعقد اجتماعاتها بشكل دوري وبالتناوب بين البلدين. وأعرب فقيه عن شكره للوزير رافي ولكل من أسهم في حفل توقيع هذا الاتفاق المتميز ولكرم الضيافة والحفاوة والتقدير التي لقيها خلال زيارته للهند. وحضر مراسم توقيع الاتفاقية السفير السعودي لدي الهند سعود السواطي ووكيل وزارة العمل وعدد من المسؤولين في وزارة المغتربين الهندية وصقر القرشي مدير عام مكتب السفير السعودي في نيودلهي وأعضاء السفارة. وكان فقيه التقى أمس مع نائب الرئيس الهندي حامد أنصاري بمكتبه في نيودلهي، حيث بحث خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات السعودية الهندية في جميع المجالات. ومن المقرر أن يختتم فقيه زيارته للهند اليوم بلقاء وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد. وكان وزير شؤون المغتربين الهندي أقام حفل عشاء أمس تكريما لوزير العمل والوفد المرافق له. من جهتها أشارت المصادر إلى أن اتفاقية استقدام العمالة الهندية حددت العلاقة بين الكفيل والمكفول التي تساعد على تنظيم عملية الاستقدام من الهند للمملكة وسيسمح بتأسيس اللجنة لبحث القضايا المتعلقة بهذه الاتفاقية. وتهدف الاتفاقية لتنظيم وضبط العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل والسعي لضبط تكاليف العمالة المنزلية الهندية وتشمل الاتفاقية العمالة المنزلية ومن في حكمهم فقط. وعلمت (عكاظ) أن بنود الاتفاقية الرئيسية تتضمن: ضمان توفر الشروط الصحية للعمالة الوافدة للمملكة وأن يكون العامل حسن السيرة والسلوك ولا يحمل سجله أي إشكاليات قانونية وأن يتم الاستقدام عن طريق المكاتب والشركات المرخصة فقط والاتفاق على عقد عمل موحد والتأسيس للجنة مشتركة تعمل على حل الإشكاليات والخلافات التي قد تقع مستقبلا وتتكون من كبار المسؤولين للطرفين (السعودي والهندي) وتعقد أعمالها بشكل دوري.