* لا اعرف كيف اصف لكم معاناتي، ولكن باختصار انا تعبت من القلق اجد نفسي دائما في دوامة وتطاردني افكار غريبة، فهل اجد حلا لمعاناتي؟ أبو عبدالله (مكةالمكرمة) القلق الطبيعي مرغوب والمرضي له علاجه ** بعرض مشكلتك يا أبا عبدالله على استشاري الطب النفسي الدكتور ابوبكر باناعمة قال: اذا نظرنا إلى القلق النفسي الطبيعي فإنه يعتبر مستحبا ومرغوبا فيه في المواقف المخيفة والخطرة ، فعلى سبيل المثال عندما يبكي الطفل عند مغادرة أمه أو حلول مرض بشخص ، ولعل من المهم في بداية الأمر التعرف على الفرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي الذي يحتاج إلى طرق تشخيصية وعلاجية محدودة، وهنا بالطبع لابد للطبيب معرفة القلق النفسي المصاحب للأمراض الأخرى سواء ما كان نفسيا كالاكتئاب مثلا أو الأمراض الأخرى كأمراض القلب والجهاز الهضمي والغدد وغير ذلك. والقلق الطبيعي فى هذه الحالات يمكن الطفل أو المريض من بذل الأساليب التي تجعله في مأمن، وكذلك فإن القلق الطبيعي في أيام الامتحانات مثلا أو في المواقف الجديدة يساعد على التركيز ويحفز الجهاز العصبي إلى حد يتلاءم مع الحدث ولكن ذلك القلق إذا تجاوز الحد الطبيعي يصبح مرضا لابد من التدخل في معالجته. اما القلق المرضي فإنه بلا شك يؤثر على مجريات حياة المصاب به من الناحية الاجتماعية والعملية والنفسية، ولعلاج القلق لا بد من علاج المشكلة الأساسية، فإذا استمرت الأعراض فعندئذ يجب التدخل لعلاجها ، كذلك يجب التدخل في العلاج إذا كانت الحالات العضوية لا يمكن علاجها بالكلية كالأمراض المزمنة مثلا وذلك باستخدام الأدوية النفسية أو الجلسات النفسية المختلفة. ويحتل القلق النفسي المرتبة الأولى من حيث الانتشار، وقديما كان القلق يعزى إلى أسباب ديناميكية بحته إلا أنه في العشرين سنة الأخيرة ومع التطور العلمي الهائل لدراسة العوامل الحيوية المؤثرة تحولت الصورة للبحث عن أسباب حيوية واضحة. ومن هنا لابد من القلق الطبيعي في حياة الإنسان، وهو قلق مؤقت يزول بانتهاء العارض، اما القلق الذي يستوجب العلاج الدوائي فأنه مرضي وأن اهمال علاجه يؤدي الى مضاعفات لا يحمد عقباها.