• أشكو هذه الأيام كثيرا من القلق ولا أعرف مصدر ذلك رغم أن كل ظروفي المحيطة بي جيدة سواء على الصعيد الأسري أو العملي، ولكن أخشى أن يسيطر القلق على حياتي وتصبح حالتي مرضية تستوجب التدخل الدوائي والجلسات العلاجية النفسية؟ محمد جدة • لا بأس عليك يامحمد، ويخبرك استشاري الطب النفسي الدكتور أبوبكر باناعمة، أن القلق النفسي يحتل المرتبة الأولى في الانتشار بين الأمراض النفسية ولكن يجب التفريق بين القلق الطبيعي المرغوب والمحمود وبين القلق المرضي الذي يحتاج إلى تدخل الأطباء. وأعراض القلق المرضي تختلف اختلافا كبيرا عن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة بموقف معين، فأمراض القلق هي أمراض يختص الطب بعلاجها ولهذا الاعتبار فإنها ليست طبيعية أو مفيدة. وتشمل أعراض مرض القلق الأحاسيس النفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلص منها مثل نوبات الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها والذكريات المؤلمة التي تفرض نفسها على الإنسان والكوابيس، كذلك تشمل الأعراض الطبية الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب و الإحساس بالتنميل والشد العضلي. ومعظم أمراض القلق تستجيب بشكل جيد لنوعين من العلاج: العلاج بالأدوية والعلاج النفسي، ويتم وصف هذه العلاجات بشكل منفصل أو على شكل تركيبة مجتمعة، وعلى الرغم من أن هذه الوسائل لا تشفي المرض بشكل كامل، فإن العلاج يكون فعالاً في تخفيف حدة أعراض القلق بما يمكن الأفراد من أن يعيشوا حياة أكثر صحة. لذا أنصحك بعدم السكوت عن الحالة إذا كنت تشكو كثيرا من القلق حتى لا تصبح الحالة لديك مرضية وخصوصا وأنك أشرت في رسالتك أن حياتك مستقرة وليس هناك أي مؤثرات خارجية تجعلك في حالة قلق دائم.