يطالب سكان حي جبل ملقية بمكةالمكرمة، منذ ثلاثة عقود أمانة العاصمة المقدسة بشق طريق يربط حيهم بباقي الأحياء، خاصة وأن متاهات العقبة أو (طلعة الموت) كما يسمونها تجهض الحوامل وتشكل عائقا أمام كبار السن والنساء في قضاء متطلباتهم، إلى جانب المنازل المهجورة والآيلة للسقوط التي تضفي على المكان مزيدا من العشوائية وتجذب المخالفين أرباب السوابق. حلم قديم ويطالب سكان الحي أمانة العاصمة المقدسة منذ 34 عاماً بوضع حل لمشاكل الحي عبر شق الطريق الذي يُعد حلم الجميع ويسهل مرور مركبات الدوريات الأمنية والدفاع المدني والإسعاف إلى منازل المواطنين إلى جانب توفير المرافق الخدمية، وهو ما عجز عن تحقيقه ثمانية أمناء مروا على العاصمة المقدسة على حد قولهم، كما يطالب السكان بتكثيف التواجد الأمني لمنع تجمعات الشباب والحد من تواجد أرباب السوابق ومخالفي الإقامة والعمل الذين يشكلون هاجساً يؤرق مضاجع السكان. ويقع حي «ملقية» أو حي طلعة جبل ملقية في الناحية الشمالية الغربية من المسجد الحرام ويُعد من أقدم أحياء مكةالمكرمة، ويذكر بعض المؤرخين أن الحي يقع على جبل الحصحاص الذي يشرف على حي الزاهر من مطلع الشمس في الشرق، ولم يعد اسم الحصحاص معروفا في يومنا الحاضر بعد استبدل اسمه ب«ملقية» بتشديد الياء وفتح التاء ويعود سبب التسمية وفق الروايات، أن امرأة سكنت الموقع قديماً وهي أول من سكن الحي وكان اسمها «ملقية» واشتهر الحي باسمها. حالات إجهاض وأوضح المواطن صالح إبراهيم موري أن الاهالي يعانون من صعوبة الوصول لمنازلهم نتيجة وعورة الطريق الذي يشق الجبل ويتسبب في حالات إجهاض للنساء الحوامل، إلى جانب الأزقة الوعرة الصاعدة للجبل وتشكل عائقا أمام كبار السن والنساء من قضاء متطلباتهم، وعزوف أقارب السكان من زيارتهم للأسباب نفسها، ويضيف «صعوبة الطرق تمنع الإسعاف من نقل المصابين، وتعيق وصول سيارات الأمن الى أماكن وقوع الجريمة». وبين موري، أن الحي يعاني مشكلات مزمنة، وأن الأهالي طالبوا بتحسين الخدمات في الحي المنسي، إلا أن هذه المطالب ظلت معلقة في خزائن الجهات المعنية لأكثر من ثلاثة عقود 30. وقال: تقدمنا بمطالبنا لأمانة العاصمة المقدسة في عام 1399 ه بخصوص فتح طريق يوصل الشوارع الرئيسية بالمنازل في أعلى الجبل، وجاء الرد بالموافقة على أن تدرج ضمن المشاريع المستقبلية، بعدها شرع السكان بإنشاء طريق بطول 100 متر وبطبقة أسفلتية ضعيفة على حسابهم الخاص من أجل الوصول لأعلى الجبل، مؤكدا أن ابنه كاد أن يكون أحد ضحايا هذا الطريق عندما انزلقت به سيارته من أعلى الطلعة حتى وصلت إلى أسفله مما عرضه إلى إصابات خطيرة. فوضى وعشوائية من جهته، أشار خالد الفريدي القحطاني، إلى أن العشوائية والفوضى باتت السمة الرئيسية للحي، فالأزقة الضيقة المنازل المتهالكة الآيلة السقوط تحولت إلى أوكار للعمالة الوافدة والمخالفين وبعض المجرمين، ويضيف «البعض يلجأ لتلك العمالة في وجود مريض عاجز ويريدون إيصاله للمستشفى بأجرة مضاعفة خاصة في ظل عدم تمكن سيارات الإسعاف من دخول الحي بسبب عدم وجود طرق معبدة. وذكر المواطن فادي أحمد القردمي، أن المنازل المهجورة والأحواش القديمة بالحي أصبحت ملاذا آمنا لعدد من الشباب الهاربين من مدارسهم أو من أسرهم. وقال: التجمعات الشبابية ووجود المقيمين لا يقل خطورة عن التجمعات الشبابية. ضغط عالٍ وقال أحمد كريري أحد سكان الحي، إن «أسلاك» الضغط العالي المكشوفة تشكل خطرا كبيرا على سكان المنطقة وخصوصا الأطفال الذين يلعبون بالقرب منها. وختم بالقول «تقدمنا بشكوى لشركة الكهرباء منذ ستة أشهر، دون أن يقف أحد على الموقع وإزالة الخطر المحدق بأطفالنا الأبرياء». وأجمع سكان حي ملقية على مطالبهم بشق الطريق الذي يربط المنازل بأعلى الجبل، وتنفيذ ما وجهت به الجهات ذات العلاقة قبل أكثر من 30 عاماً، وبما يقضي على الكثير من المخالفات التي يعاني منها الحي، مؤكدين أن معاملتهم تعتبر أقدم معاملة موجودة في أدراج الجهات المختصة. رأي الأمانة وفي المقابل أكد ل «عكاظ الأسبوعية» مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة، جدولة زمنية للمشاريع التنموية والخدماتية في المناطق العشوائية ومنها حي الملقية، وقال «ربما يرجع سبب تأخر ذلك المشروع لصعوبة المنطقة من الناحية الجغرافية، وأن غالبية المنازل دون صكوك تملك شرعية، وغيرها من العوامل التي أسهمت في تعثر المشروع».