طالب عدد من سكان حي المنصور بمكةالمكرمة الجهات المختصة ببذل مزيد من الاهتمام بالحي الذي غرق في العشوائية وأصبح بيئة مقلقة للسكان، مشيرين إلى أن الحي يعاني نقصا حادا في العديد من الخدمات المهمة والجولات الرقابية من قِبل الأمانة، حيث ظهرت العديد من الأسواق الشعبية التي أفرزت بدورها كثيرا من الصور السالبة ليس في حيهم فقط بل في أحياء أخرى تعاني المشكلة نفسها خاصة مع حلول شهر رمضان؛ حيث تزدحم تلك الأسواق بكثير من الباعة والمتسوقين. ولفت السكان إلى أن حيهم يعاني ضيقا في شوارعه وأزقته، الأمر الذي يعوق مرور سيارات الدوريات الأمنية وفرق الدفاع المدني والهلال الأحمر، وهي خدمات ضرورية للحي الذي يعد من الأحياء الأكثر اكتظاظا بالسكان والمتخلفين من الحج والعمرة الذين يفضلونه لقربه من المنطقة المركزية للحرم. وأشار كل من إبراهيم بكر ومحسن الحارثي وناصر الطويرقي إلى أن سكان الحي سبق أن طرقوا أبواب الكثير من الجهات الخدمية لترقية الخدمات بالحي، إلا أنهم لم يحصدوا غير الوعود تلو الوعود. وذكروا أن الحي يعاني تجمعات بعض أبناء الجاليات خصوصا في أوقات الذروة وما بعد منتصف الليل محدثين إزعاجا وقلقا لراحة سكان الحي. جذب المخالفين وأوضح عيسى خواجة أن موقع الحي وإطلالته المباشرة على الحرم المكي ومنطقته المركزية وكونه أحد أقدم أحياء مكة وأكثرها عشوائية جعله محطة استراتيجية مهمة لمتخلفي الحج والعمرة، فكثرة الأزقة الضيقة وتلاصق مبانيه الشعبية يعوق مرور دوريات الأمن إلى عمق الحي وهو ما أدى إلى ظهور العديد من الأسواق الشعبية التي يعمل فيها أولئك المخالفون والتي أخذت تجذب الزبائن من مختلف أحياء مكة وأيضا من مناطق أخرى. وأضاف أن الأمر لم يقف عند حد الأسواق الشعبية والضوضاء بل امتد إلى ظهور السرقات التي تحدث أحيانا في وضح النهار: «اضطررت إلى بناء مظلة لأوقف بداخلها سيارتي وأغلق عليها بابها بالمفتاح خوفا من أن تسرق ومع ذلك تنتابني الوساوس وأقضي ليلي ما بين النوم وتفقد السيارة للاطمئنان من عدم وصول أيادي العابثين إليها». خطط التنمية وطالب عبدالعزيز هارون بسرعة الانتهاء من تنفيذ خطط التنمية التي حددت من بين مساراتها المستقبلية هذا الحي، مشيرا إلى أن هذا التطوير كفيل بالقضاء على كل أوجه القصور والإشكاليات التي يعانيها الحي حاليا. وذكر سلطان الندوي أن عدة حوادث وقعت داخل الحي فشل من مسعفي الهلال الأحمر من مباشرتها بسبب عشوائية وضيق شوارع الحي ومنها حالة سيدة كانت تعاني آلام المخاض لم يجد الطبيب الخاص بإحدى الوحدات الإسعافية حلا إلا بتوليدها داخل سيارة الإسعاف وغيرها من الحالات الأخرى التي واجهت مختلف الأجهزة المختصة. رقابة مشددة من جهة أخرى أكدت شرطة مكةالمكرمة على لسان ناطقها الإعلامي الرائد عبدالمحسن الميمان ل«شمس» أن الشرطة تقوم بعملها كاملا إلا أن طبيعة الحي قد يحول دون بلوغ المركبات الرسمية إلى أجزاء منه، مشيرا إلى أن عناصر الأمن وبمختلف القطاعات يؤدون واجباتهم وعلى أكمل وجه، ولفت إلى أن المواقع التي تحولت إلى أسواق يديرها أبناء الجاليات هي محل رقابة مشددة على مدار الساعة. آليات خاصة بينما يؤكد الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهيل مليباري أن هناك صعوبات فعلية تعوق منسوبي الأمانة من أداء واجباتهم على أكمل وجه، وذلك بسبب عشوائيات الحي وطرقه الوعرة وأزقته الضيقة. وأشار إلى أن الأمانة سعت إلى تدارك الأمر من خلال تعاقدها مع إحدى الشركات المتخصصة بأعمال النظافة التي وردت معدات وآليات صغيرة الحجم ومجهزة بالكامل لتمكن منسوبيها من الوصول إلى مختلف مواقع الحي والتحرك بسهولة بين الشوارع الضيقة، وهو ما أسهم في رفع بقايا المخلفات من داخل الحي وأحياء عشوائية أخرى كالنكاسة والهنداوية. وذكر أن الطريق الموازي الجديد الذي سيمر من عدة جهات عشوائية ومنها حي المنصور وكذا حي الهنداوية سيسهم كثيرا في خلخلة الأجزاء العشوائية وسيكشف مساوئها ليتم معالجتها ومتابعة تحسيناتها على الدوام .