حذر خبراء أمنيون مصريون من إمكانية تكرار حادثة انفجار المنصورة، متسائلين: إذا كانت مديرية أمن الدقهلية منشأه أمنية ونجح الإرهابيون في استهدافها، فما هو الأمر بالنسبة لمستشفى أو مدرسة أو كنيسة أو مسجد مما يفترض فيها أن يتولى الأمن حمايتها، خصوصا مع اقتراب احتفالات رأس السنة والتصويت في استفتاء الدستور. ووصف اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق منفذي العمليات الإرهابية بالجبناء؛ لأنهم يرتكبون جرائمهم عن بعد. وحذر وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق من إمكانية الاعتداء على الكنائس ودور العبادة المسيحية بمناسبة احتفالات رأس السنة للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا في محاولة من الإرهابيين للنيل من هيبة الدولة المصرية. ومن جانبه، قال أستاذ العلوم العسكرية اللواء الدكتور أحمد عبد الحليم إن العملية الإرهابية التي استهدفت مديرية أمن الدقهلية أدت لزيادة الوعي الكامل لدى المواطن المصري بما يحدث للدولة، ويجعله أكثر تأييدا للدولة والنظام السياسي لها. واتهم عبدالحليم جماعة الإخوان بالوقوف وراء الحادث، موضحا أن العمليات الإرهابية الأخيرة هدفها عودة الإخوان للحكم، وإفشال عملية الاستفتاء على الدستور، ولم يستبعد عبدالحليم تكرار عملية المنصورة خلال الفترة القادمة قبل الاستفتاء. فيما أكد المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية اللواء زكريا حسين أن هناك اتجاهات تشير لتورط جماعة أنصار بيت المقدس، في حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية، موضحا أنه لا يستبعد وجود عناصر أجنبية مدربة لتنفيذ ذلك التفجير، داعيا إلى توجيه ضربات استباقية، إلى جانب ما يسمى بتجفيف منابع الإرهاب. وفي السياق ذاته، قال الخبير الأمني والعسكري اللواء الدكتور ممدوح عطية إن الإرهاب دائما يستهدف عواصم المحافظات بهدف كسر الدولة. وأضاف عطية إن مصر مستهدفة من الداخل والخارج لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، ورجح الخبير العسكري تورط الموساد في الانفجار، موضحا أن هناك أجهزة مخابرات منظمة تقوم بتلك الحوادث البشعة. ويرى مؤسس الجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم أن حادث المنصورة شبيه جدا بحادث تفجير مديرية أمن جنوبسيناء، أي أنهم يستهدفون مديريات الأمن على مستوى المحافظات باعتبارها تقود الأمن في المحافظات، وبضربها ينهار الأمن في المحافظات، كما أنها مركز تجمع لقيادات الضباط في كل محافظة. واعتبر إبراهيم أن الضربات التي وجهها الجيش المصري للتنظيم والتضييق عليه في شمال سيناء عامة، وتحديدا في منطقتي الشيخ زويد ورفح حيث أماكن تمركزه الرئيسية، هي الدافع لخروج التنظيم وقيامه بعمليات في ظهير محافظة شمال سيناء، أي مدن القناة ومحافظات أخرى. وأوضح إبراهيم أن جماعة أنصار بيت المقدس تستهدف في عملياتها الجيش والشرطة فقط؛ انتقاما منهم رغم أنهم يتوسعون في تكفيرهم لشرائح واسعة من المجتمع، وقال: فهم يكفرون الجيش والشرطة والأحزاب والبرلمان ومجموعات كثيرة جدا، بل وحتى مجموعات إسلامية. وتوقع إبراهيم تكرار العمليات التفجيرية مع قرب إجراء الاستفتاء على الدستور؛ لأن هذه التفجيرات لها أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية.