لفت انتباهي مقطع اليوتيوب الذي أشارت إليه «عكاظ» الأسبوع الماضي عن حادثة المتهور الذي قاد مركبته على عجلتين في أحد الخطوط السريعة بالمملكة وبسرعة جنونية، والذي انتهى بارتطامه بعدة مركبات ومنها مركبة صاحب الكاميرا التي وثقت المشهد. وتكمن أهمية هذا المقطع واختلافه عن العديد من مشاهد التفحيط الخطرة التي نشاهدهها بشكل دائم على «اليوتيوب» و«كيك» في ثلاثة أمور في غاية الأهمية، أولها، أن قائد المركبة وسَّع دائرة الخطر في هذا المشهد وإيقاعه بالعديد من الأبرياء، فبدلاً من التفحيط في الشوارع المنزوية خوفاً من ملاحقة المرور، تجرأ المتهور ومارس مخاطرته في خط سريع بجانب عشرات السيارات من حوله، وثانياً، وهو أمر لا يقل أهمية، ويكمن فيمن صابه الفضول وقام بتصوير المشهد الخطر ومتابعة هذا المتهور، وهو الأمر الذي انتهى إلى ما لا تحمد عقباه بعد اصطدام المتهور به، والله أعلم بمصيره الآن، وثالثاً، وهو ردود الفعل وتعليقات بعض الشباب على المقطع، ويبدو أن أدمغة الكثير من المراهقين غسلت بعد أن جزم البعض باستحالة وقوع المتهور في حادثة، وأوجدوا لأهوائهم مبررات غريبة حين ذكر البعض أنه من المؤكد أنه أصيب بوعكة صحية أو هبوط في السكر ولكنه لا يخطئ!! الدرس هنا يجب أن يكون واضحاً، فمتابعة ورصد هذه المشاهد الخطرة سواء مشاهد التفحيط وما شابهها بدافع الفضول وجاذبية المشهد قد ينتهي به إلى مصير مشابه لما شاهدناه، بل ومشاركة في الجريمة، من حيث تعريض من حولهم للخطر جراء الملاحقة بغرض التصوير، ويجب توعية الشباب والتوضيح بأن شخصية المتهور الخارق الذي لا يخطئ أو يقع في حادث واهية ومن صنع خيالاتهم الساذجة، وأخيراً يجب أن لا نغفل ونكرر المطالبة بتغليظ العقوبات على هؤلاء المتهورين، وإلا فمسلسلات الدماء ستشهد ما هو أمر وأنكى.