وصلت والدة «تقى الجشي» السيدة منى آل جمعة إلى الرياض، عصر أمس، بطائرة الإخلاء الطبي قادمة من مطار بغداد، لتخضع للعلاج من جراح لحقت بها إثر تعرضها لإطلاق نار في سامراء في العراق، أدى إلى إصابتها برصاصتين في فخذها الأيسر يوم الثلاثاء الماضي، في حين توفيت ابنتها تقى (خمس سنوات) متأثرة بالرصاص المجهول. وأوضح مؤيد الجشي شقيق زوج منى آل جمعة أن طائرة الإخلاء الطبي أقلعت من مطار الرياض في صباح أمس (الأحد)، مؤكدا أن أخاه ماجد الجشي رافق زوجته خلال عملية الإخلاء الطبي من أحد المستشفيات العراقية، مبينا أن الطاقم الطبي المرافق اتخذ جميع الإجراءات اللازمة للتعامل مع الحالة الصحية، مشيرا الى أن التقارير الصادرة من الجهات العراقية تفيد باستقرار وضعها الصحي. وذكر أن زوجة أخيه نقلت للمستشفى مباشرة للوقوف على حالتها الصحية واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية، معبرا في الوقت نفسه عن شكره الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أبدى اهتمامه الشخصي بمواساة الأسرة بمقتل الطفلة «تقى» وإصدار القرار السامي بنقل زوجة أخيه بطائرة الإخلاء الطبي، مثمنا الدور الكبير الذي لعبته السفارة السعودية في الأردن لتسهيل جميع الإجراءات القانونية من خلال التواصل المباشر والدائم مع الأسرة للوقوف على آخر التفاصيل وتذليل جميع الصعوبات التي تعترض طريق عملية نقل المصابة. بدوره، أكد الدكتور بدر المصطفى زوج خالة «تقى» أنه كان برفقة الطفلة القتيلة وأمها خلال رحلة العودة من مدينة سامراء العراقية باتجاه بغداد، حينما تعرضت الحافلة لإطلاق نار من جهة غير معروفة، لافتا إلى أن الإصابة المباشرة للطفلة دفعته لمحاولة إنقاذها عبر تقديم الإسعافات الأولية، بيد أن جهوده لم تفلح كون الإصابة جاءت في مقتل، بحيث لم يتحمل جسم الطفلة نزف الدم الشديد الذي خلفته الرصاصة التي استقرت في الصدر. وأفاد أن القيادة في المملكة أبدت تجاوبا كبيرا كعادتها في متابعة جميع المواطنين في دول العالم كافة، معبرا في الوقت نفسه عن الاهتمام الكبير من لدن خادم الحرمين الشريفين عبر إصدار أوامره السامية بتسخير جميع الإمكانيات لاستقبال المصابة وتقديم جميع التسهيلات عبر نقلها بالإخلاء الطبي للرياض لتلقي العلاج. وبين المصطفى أن منى آل جمعة أصيبت بطلقتين من النوع القانص، أدتا إلى جرح في الفخذ الأيسر، وكسر مضاعف في الفخذ الأيمن، حيث استقرت الرصاصتان، لافتا إلى أن الأطباء في المستشقى أجروا عملية تثبيت عاجلة للعظم المكسور في ساعة متأخرة من ليلة الاعتداء. وذكر أن منى آل جمعة تعرضت بعد الاعتداء لفقدان كمية كبيرة من الدم، واحتاجت إلى عدد غير قليل من المتبرعين، ورفض العراقيون إلا أن يكون دمهم مشاركا فيه، كاشفا النقاب عن تعرض المصابة خلال 48 ساعة من العملية إلى اختلاجات رئوية أدت إلى تحويلها إلى قسم العناية الفائقة، وتمكن الفريق الطبي بفضل الله من السيطرة عليها، وخروجها من العناية الفائقة صباح السبت.