عدد من معلمات المناطق النائية استبشرن بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزيرا للتربية والتعليم، وأكدن ل«عكاظ» أنهن يتطلعن لأن يقف سموه على معاناتهن وإيجاد حلول جذرية لها، وبين أنهن ينتظرن من سموه تنفيذ خطة النقل المدرسي، وتأمين حضانات لأطفالهن، وتوفير مركبات خاصة بهن للنقل بين المدرسة ومنازلهن، وتطوير المناهج. وأكدت المعلمة هناء هوساوي أن الأمر الملكي بتعيين الفيصل وزيرا للتربية والتعليم جاء في الوقت المناسب لما عرف عن سموه حبه للثقافة والعلم، إضافة لما حققه من انجازات وما شهدته المنطقة من نقلة نوعية خلال توليه إمارة منطقة مكةالمكرمة، متأملة أن يكون تعيينه بشرى خير لحل معاناتهن التي تتجدد في أول يوم منذ بدء الدوام الرسمي، وتتجلى في مشكلة النقل التي تعهدت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة النقل بحلها وتوفير نقل مدرسي نظامي وآمن للمعلمات في المناطق النائية، يحفظ أرواحهن وممتلكاتهن من الخطر الذي يحدق بهن يوميا في كل رحلة ذهاب وإياب من وإلى مدارسهن. وأضافت أن رواتب سائقي النقل المدرسي تضاعفت برغم الملاحظات الكثيرة والتجاوزات على المركبات وقيادة بعضهم للحافلات بطريقة مخالفة تهدد السلامة المرورية، إلا أن الحاجة أجبرت المعلمات للرضوخ لمطالبهم ليتمكن من الوصول الى أعمالهن وفي الموعد المحدد، متحملات ما تظهره لهن هذه الطرقات من مخاطر ومهالك، خصوصا أن بعض المناطق ماطرة وأخرى تنقطع بها شبكات الاتصال والكهرباء، ما يزيد من معاناة المعلمات اللاتي يخرجن في الساعة الثالثة فجرا للوصول إلى مدارسهن البعيدة. وتأمل هوساوي أن تنفذ إدارة الفيصل خطة النقل المدرسي التي وعدت بها الوزارة سابقا؛ لتخفيف الأعباء والهموم التي تعانيها المعلمات من جراء ذلك، خاصة أن بعضهن يستقللن أكثر من وسيلة للوصول إلى مدارسهن، والبعض الآخر يكمل مسيرة الوصول سيرا عبر المرتفعات والطرقات التي تعجر السيارات عن صعودها أو السير بها في المناطق الجبلية. حل مشكلة السكن من جهتها طالبت المعلمة هنادي الصبحي إحدى المنقولات من تعليم جازان إلى قرى الليث وزميلاتها، لحل مشكلة السكن التي يعانين منها وتوفر السكن المناسب والآمن بالقرى التي يعملن فيها، خاصة أن أغلب الخدمات غير متوفرة، إضافة إلى السرقات التي تتعرض لها منازل المعلمات المقيمات أثناء الإجازة الأسبوعية، وغير ذلك من المخاوف والمخاطر التي تتعرض لها بعض المعلمات اللاتي يقمن بمفردهن أو من خلال مجموعات نسائية دون وجود محرم أو حارس للسكن، وغلاء أسعار الإيجارات التي طالت اغلب مناطق وهجر وقرى المملكة. واقترحت الصبحي تأمين سكن خاص للمعلمة داخل المدرسة مطابق لشروط السلامة، وتأمين سكن للحارس وأسرته داخل المدرسة، وتأمين مركبة خاصة لنقل المعلمات من السكن إلى المدرسة والعودة بهن الى السكن، ومراقبة المدارس من قبل الدوريات الأمنية على مدار الساعة، واطلاق حضانات لأطفال المعلمات، وتعزيز التواصل بين المدرسة والشرطة والمستشقيات في حالات الطوارئ. وأكد عدد من التربويات أن الفيصل سيولي اهتماما بالتعليم في اطار حرصه على تطوير هذه البلاد ووضعها في مركز «نحو العالم الأول». وقالت التربوية منيرة المسعود «عهدنا حرص خالد الفيصل على دعم الشباب والشابات بمنطقة مكةالمكرمة وتعزيز مشاركاتهم الفاعلة في المجتمع، ونتطلع لتطوير المناهج خصوصا أننا أصبحنا نتعامل مع التقنية ونتطلع أن يتعامل معها الطلاب مع بدء تطبيق الوزارة التعليم الحديث واستخدام وسائل تقنية». وأعربت التربوية ليلى الغامدي عن أمنياتها في توفير الوسائل التعليمية الحديثة في المدارس وتطوير المباني الدراسية وتوزيعها حيث ما زالت هناك مدارس متهالكة وتعاني من ضغط الطالبات ومعاناتهن من حيث التكدس. وقالت المرشدة الطلابية مريم الجهني «أعاني وزميلاتي من مبنى متهالك يقع في أحد الأحياء العشوائية، غير مطور ولا توجد به مقاصف مهيأة، به بوابة واحدة يتكدس الجميع أمامها أثناء الدخول والانصراف». وقالت أمل (مشرفة تربوية) «نتطلع لتحسين وضع المعلمات وتوفير مبان متماشية مع تطور ونهضة هذا الوطن، حيث إن أغلب المدارس في بعض الأحياء العشوائية لا تناسب التربية ولا التعليم، إذ هناك مدارس لا توجد بها دورات مياه خاصة بالطالبات، ولا توجد بها برادات مياه».