إن كان حظر الإساءة إلى الأطفال النفسية والجسدية، يعد من المفاهيم الحديثة الطارئة على ثقافة المجتمع، فإن بعض المصطلحات المترجمة عن اللغة الانجليزية المرتبطة بذلك المفهوم، هي أيضا تعد مصطلحات جديدة يقف البعض امامها متحيرا، من هذه المصطلحات مصطلح (خط مساندة الطفل). هذا المصطلح يراد به الرمز إلى جهة رسمية معنية بتلقي البلاغات عن حالات الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال، إما عبر الهاتف أو الانترنت أو الرسائل النصية أو غيرها من وسائل الاتصال الحديثة والسريعة، وذلك بهدف مساعدة الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء سواء داخل أسرهم أو في المدارس أو غيرها. وغني عن القول إن الحرص على حماية الأطفال من العنف والإيذاء هو من القضايا المهمة في المجتمع، ليس لكون حماية الأطفال عملا إنسانيا يزيح الظلم عنهم فحسب، وانما أيضا لما للعنف والأذى من أثر سلبي على شخصيات الأطفال وصحتهم النفسية، حيث إن الدراسات التتبعية والأدلة المتزايدة في مجالات علم الأعصاب، والاقتصاد، والعلوم الاجتماعية، والصحة العامة، وعلم نفس النمو والتعليم، كلها تؤكد عظم تأثير الخبرات التي يمر بها الطفل في السنوات المبكرة من عمره، على نجاحه في مستقبل أيامه. ومن هذا المنطلق، يأتي الحرص على حماية الأطفال من الإساءة والإيذاء بدافع من الرغبة في أن تكون أجيالنا المقبلة سوية في جميع نواحي النمو الجسماني والعقلي والاجتماعي والانفعالي. خلال الأسبوع الماضي أطلق برنامج الأمان الأسري لأول مرة خطا لمساندة الطفل في المملكة العربية السعودية، (116111) وهو رقم هاتفي مجاني موحد يهدف إلى مساندة الأطفال دون سن الثامنة عشرة، ويتلقى الاتصالات منهم على مدى 12 ساعة يوميا، يستمع خلالها لمشاكلهم ويقدم لهم المشورة والدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجون إليه، كما انه في بعض الحالات يتدخل هذا الخط ليوفر للأطفال الرعاية والحماية متى كانوا في حالة خطر. إن اطلاق هذا الخط المساند للأطفال يعد حدثا سارا يرجى منه أن يكون فاعلا في تأكيد حماية الأطفال وإنقاذهم مما يتعرضون له أحيانا من عنف وإيذاء. كما أنه يمثل نقطة تحول كبيرة في مجال حماية الطفولة في بلادنا، بعد أن ظل الأطفال زمنا طويلا يساء إليهم دون أن يجدوا من يفكر في مساندتهم ويدفع الأذى عنهم. فشكرا خالصا لكل يد عملت من أجل إنجاز هذا الهدف النبيل، حتى صار واقعا يرجى أن تقطف ثماره. وشكرا خاصا لمن يقودون باخلاص وتفان برنامج الأمان الأسري والحماية من العنف في بلادنا، وفي مقدمتهم صاحبة السمو الملكي الأميرة المثقفة والجادة عادلة بنت عبدالله رئيسة برنامج الأمان الأسري والدكتورة النشيطة والمخلصة مها المنيف المديرة التنفيذية للبرنامج، أمدهم الله بعون من عنده وجزاهم خير الجزاء لما يبذلونه من الجهد والعطاء الحميد من اجل الأطفال.