لم تدرك هدى أن تقاعد والدها وانتقال الأسرة معه من الطائف للعيش في جدة، سيحمل بين طياته كثيرا من المآسي والآلام التي تتقبلها راضية بقضاء الله وقدره، على الرغم من قسوتها عليها. وقالت هدى: «تقاعد والدي وقرر التوجه إلى جدة، من الطائف، ووعدنا أن يشيد لنا بيتا في المكان الجديد، إلا أنه لم يكمل عامه الأول من تقاعده حتى انتقل إلى رحمة الله، وتركنا نواجه متاعب الحياة بمفردنا فنحن أسرة مكونة من سبعة أشقاء وأم»، معتبرة رحيل معيلهم كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير. وأوضحت أن المشكلة التي واجهتهم هي السكن، إذ لم يترك لهم الوالد رحمه الله سوى راتبه التقاعدي وهو ضئيل ولا يفي بالغرض، ملمحة إلى أنها وافقت على أول شخص يتقدم للزواج منها حتى تخفف الاعباء على أسرتها، ولكن لم ينجح رابط الزواج و أصبحت مطلقة، ما زاد الاعباء عليها وعلى أسرتها، خصوصا والدتها التي لم تعد تقوى على العمل، بعد أن تكالبت عليها أمراض الشيخوخة مثل الضغط والكبد الوبائي. واعتبرت هدى موعد سداد الإيجار هاجسا يؤرقهم، ملمحة إلى أن ما يتقاضونه من راتب والدها التقاعدي، والضمان الاجتماعي الذي يصرف لها بصفتها مطلقة لا يساعد في سداد متأخرات الإيجار مما جعل صاحب المبنى الذي يسكنونه يقرر فصل التيار الكهربائي عنهم. وبينت أنهم اضطروا للجوء إلى خالها الذي يصارع هو الآخر لتوفير لقمة العيش لأبنائه السبعة وزوجته، ما يجعل الأمر محرجا لهم على الرغم من أن الخال لم يشتك قط. وذكرت هدى أن اشقاءها غادروا المنزل بحثا عن توفير لقمة العيش، في حين البنات لايزلن على مقاعد الدراسة ويعشن مع هدى وأمها في ظروف قاسية ويطمحن في الحصول على منزل صغير يؤويهن ويكفيهن مذلة الإيجار.