شاب تجاوزه الزمن، ولفظه المجتمع، وأجبر على العيش منعزلاً، إلا من والد طاعن في السن وشقيقة كفيفة. لم يستطع تأمين لقمة عيشه، فهو بلا شهادة تعليمية، وما زاد من معاناته هو انقطاع مساعدة الضمان الاجتماعي، الأمر الذي جعله يشارك والده في مساعدتهوعلى رغم أن خالد للتو تجاوز ال30 ربيعاً من عمره، إلا أن حياته باتت كتاباً مليئاً بالقصص المأسوية، ولم يستطع خلالها الوقوف في وجه تيار الزمن، لسبب واحد هو عدم تأسيسه بالتعليم منذ الصغر. ولأنه لم يجد له مكاناً لائقاً في هذا المجتمع، ولم يستطع مقارعة من هم مثله من الشباب، فقد فضل أو لنقل اضطر إلى العزلة في قرية تقع جنوبالطائف، خصوصاً بعد أن واجه رفضاً من الفتيات التي تقدم لخطبتهن، فمن سيقبل بشاب أمي لا يستطيع تأمين لقمة عيشه؟ ويقول خالد: «بحثت في مكان عن وظيفة تساعدني في الزواج ولا تضطرني إلى مساعدة والدي، الذي هو في حاجة إلى مساعدتي»، موضحاً أن عدم تسلحه بالشهادة كان سبباً مباشراً في ذلك. ما يزيد الأوضاع سوءاً هو أن خالد ووالده وشقيقته يعيشون خارج النطاق العمراني، فهو بعيد عن المدن التي تكثر فيها الوظائف، كما أن ظروف شقيقته تجبره على أن يكون ملازماً لأسرته، فشقيقته كفيفة وتراجع في مستشفى الملك خالد للعيون بالرياض. ظل خالد سنوات وهو يرفض نشر معاناته وظروف أسرته في وسائل الإعلام، «الآن لم أعد أستطيع الصبر على هذه الظروف، فلا أعلم هل أفكر في نفسي وأنتقل للبحث عن عمل وأترك والدي وشقيقتي، أم أظل ملازماً لهما وأعيش بقية عمري على الكفاف»، مؤكداً أن مساعدة الضمان الاجتماعي التي قطعت عنه كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير. ويضيف خالد: «أتطلع إلى من يساعدني ويقف بجانبي للتغلب على الصعوبات التي عكرت صفو حياتي من خلال الحصول على منزل وإكمال نصف ديني بالزواج»، لافتاً إلى أنه لا يملك سيارة يستطيع من خلالها قضاء لوازمه ولوازم أسرته، أو على الأقل تعينه على إيجاد دخل يومي.