على الرغم من أن برنامج «روايا» الذي نهج لهجة أهل الجنوب، نجح في جمع أكثر من مليون مشاهد على اليوتيوب، إلا أنه توقف فجأة ليفرض غموضا حول السر في الاختفاء بعدما قدم الكثير من الانتقادات وأبرز الكثير من السلبيات في المجتمع. وفيما بدت الأحاديث والشائعات تتردد حول مدى قبول الناس للبرنامج، سارع صالح أبو عمرة مقدم البرنامج اليوتيوبي الشهير، بدحض كل ما يقال عن توقف البرنامج، مطالبا بإيقاف كل التفسيرات غير الحقيقية، موضحا أن «روايا» الذي ولد عام 2012 م، نجح لأنه واحد من الناس، يشبههم ويشبهونه، مشبها نفسه بأنه ممثل ومخرج «على قد حاله»، ليرتقي إلى البرامج الأكثر مشاهدة، ويصبح صوتا معبرا عن معاناة أهل المنطقة. لماذا توقف «روايا»، وما خططك المستقبلية في مجال الإعلام الجديد؟ - التوقف بسبب انشغال فريق العمل خلال الفترة الماضية، لكن البرنامج سيعود للظهور مع بداية 2014، والتوقف كان فرصه لتطوير العمل ليلبي رغبة المتابعين، ونفكر الآن في خوض غمار الإخراج والتصوير لعدد من الأفلام القصيرة وصناعة السينما لأنها كانت أول أهدافنا منذ التأسيس. ما الذي جذبك إلى الإعلام الجديد والبعد عن الإعلام التقليدي؟ - الإعلام الجديد حر ومساحته كبيرة تستوعب الجميع واستثمار ممتاز لي كشاب، بعكس الإعلام التقليدي، والذي بدوره بدأ يتجه نحو الإعلام الجديد بشدة لإدراكه أنه المستقبل. ما هي قصة «روايا»، كيف بدأ، وكيفية تشكيل فريق العمل، والسر في اختيار فكرة الاسم؟ - روايا فكرة بسيطة هدفها طرح هموم الناس بصوت الشباب الطامح لتغيير مجتمعه إلى الأفضل، فالبرنامج يعرض نصف الصورة وتكملتها بيد المسؤول ليجد الحل، وروايا كلمة جنوبية معناها السوالف فالبرنامج يعتمد طريقة الناس في طرح قضاياهم داخل مجالسهم، فالناس تسولف في همومها وتسخر منها بشكل منطقي أو غير منطقي، ومن الممكن أن تجد الحل في إحدى هذه المجالس، هذا هو روايا، مجلس مصغر يعرض أحاديث الناس والمجتمع بأسلوبهم، وكان روايا ورشة عمل نستقبل فيه من يملك أي مهارة ونطورها أو نعلمه مهارة جديدة تخدم أعمالنا وهكذا تشكل الفريق واتسع. هل تحققت الأهداف التي من أجلها ولد «روايا»؟ - الحمد لله نستطيع أن نقول إن برنامج «روايا» أصبح مؤثراً وألمس هذا التأثير من خلال مقابلة الناس في الشارع والأسواق، وأضحى «روايا» منصة لعرض مشاكل الناس وأصبح صوتهم المسموع وهذا هو المهم فهدفه عرض المشكلة لأننا إذا اعترفنا بالخطأ سوف نجد الحل. ما هي الصعوبات التي واجهت «روايا» وكيف تمكنتم من التغلب عليها؟ - ضعف الإمكانات كان عقبة أمامنا، حيث بدأنا في شقة صغيرة بمعدات وإمكانات بسيطة فخرج من العدم، بالإضافة إلى كونه أول برنامج شبابي في المنطقة الجنوبية فواجهنا تحدي النجاح ولكن رضا الناس وتشجيعهم أنسانا الصعوبات لأنهم عماد تقدمنا واستمرارنا. استخدمت لهجة أهل الجنوب في النقد الساخر، وتحدثت عن معاناتهم، فهل أثر ذلك على متابعيك من باقي المناطق؟ - كان استخدامي للهجة الجنوبية من باب العفوية، فهي لهجة أهلي وهويتي، وبها كسبت متابعين من مناطق مختلفة فالناس يبحثون عن وجه يشبههم في عفويتهم وبساطتهم يتحدث بلسانهم ويشاركهم اهتماماتهم ويحترم عقولهم، والجميل أن هناك متابعين من مناطق أخرى تأثروا بي وأصبحوا يرددون بعض العبارات التي استخدمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا شيء أسعدني. كيف كانت ردود أفعال المحيطين بك من الأهل والأصدقاء وأهل المنطقة، ومدى تفاعل المسؤولين مع هذا الطرح، وهل واجهتم أي ضغوطات من أي جهات؟ - وجدت التشجيع من الأهل، وكذلك أهل منطقتي الذين اعتبرهم عائلتي الكبيرة، فأنا أعتبر جمهور «روايا» سواء من المنطقة أو المناطق الأخرى هم أهلي وعائلتي وأنتظر كل حلقة لكي أسولف معهم وأستمع لاقتراحاتهم وأفكارهم، وأسعد بتشجيعهم ودعمهم، وأتمنى أن يتفاعل المسؤولون مع مشاكلنا بإيجابية وأن نبادر لمعالجة الخطأ، أما عما يسمى ضغوط فأؤكد أننا لم نتعرض لأية منها وسبق أن قلت إن «سقف الحرية في الإعلام الجديد مرتفع» وما لا يمكن قوله في البرامج يكتب على تويتر. ماذا عن الدعم المادي، وهل تلقيتم أي دعم مادي من أية جهات أو أشخاص، وماذا عن الدعم المعنوي؟ - الدعم المعنوي من الجمهور يشكل حافزاً قوياً للاستمرار، أما الدعم المادي فهو وعد مع وقف التنفيذ، فلم يتعد البعض عبارة «نحن ندعم الشباب» تعني دعم الشباب المبادر صاحب الفكر الذي يخدم مجتمعه.