أدرك تماما أن شؤون نادي الاتحاد وهمومه وديونه التي بلغت عنان السماء لا يكفيها من الطرح مقال أو مقالين أو حتى صحيفة بأكملها لأن الموضوعات المتشعبة داخل أروقة النادي تتطلب أكثر من ذلك بكثير بعدما باتت متداخلة ومتشابكة لحد التعقيد، مع أن تشخيص المشكلة بسيط وواضح ولا يحتاج إلى كبار جراحي الإدارة لوصف علته. فعلة الاتحاد التي يشاهدها «القاصي والداني» ولم تستطع الرئاسة العامة وممثلوها مشاهدتها مع أنها تتمحور في إدارة تعمل بطريقة «خشوني ولا تنسوني» لا حنكة و لاخبرة ولا مبادئ أساسية، ومع ذلك لا نجد أحدا يريد أن يحرك ساكنا لا من محبي النادي ولا من الرئاسة العامة، فالمحبون غادروا المشهد متحسرين على ناديهم والرئاسة اكتفت بالفرجة، ولو مرة كلفت على نفسها شكلت لجنة أو لجنتين على استحياء من منطلق إيمانها بأنك إذا أردت أن تعقد الموضوع شكلت له لجنة، وهذا ما حصل لنادي الاتحاد ما بين لجنة رايحة ولجنة جاية في حلقة مفرغة دون أن نشعر ماذا فعلت وماذا قدمت. الرئاسة العامة مطالبة بالكشف عن ما قامت به اللجنة بشفافية عالية تعكس حقيقة الأوضاع داخل النادي على أقل تقدير من باب طمأنة محبي هذا النادي وإزالة الضبابية التي تحيط به من كل مكان حتى أصبح قضية تضاهي القضايا الاجتماعية والاقتصادية ووصل التعاطي فيها مرحلة التبلد الذاتي عند المتلقي. حقيقة لم أكن أرغب في كتابة مقالي الأسبوعي عن حال نادي الاتحاد لأنني مللت من الكتابة في هذا الموضوع، وملت الناس من طرحي وطرح غيري، دون أن نقدم جديدا، ولكن وجدت نقطة مهمة لابد أن أعرج عليها في نبض حروفي يجب أن لا نتهاون فيها وهي من المسؤول عما يحدث للاتحاد؟ بطبيعة الحال ليس الاتحاديون وحدهم من أوصل النادي إلى هذه المرحلة وإنما هناك مسؤولية مشتركة مع الرئاسة وأكاد أجزم أن الأخيرة تتحمل الجزء الأكبر من تدهور الاتحاد وينبغي مطالبتنا لها بالحفاظ على كيانات الأندية وحيث إنه لا يكفي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ينحصر دورها في التقاط صور وابتسامات وهمسات ثم العودة من حيث أتت دون أن نسمع عن نتائج عملها، ما يولد داخلنا إحساسا بأنها لا يهمها إن أدت الرسالة أو لم تؤدها بقدر ما يهمها ظهور الرئاسة العامة أمام الرأي العام على أكمل وجه وبالتالي لا يلام المرء عقب اجتهاده... فمتى تتحرك الرئاسة العامة في الاتجاه الصحيح وتشعرنا بغيرتها على أنديتنا من عبث العابثين. لا أعلم ماذا ينقص الأهلي فكل عوامل النجاح متوفرة، ومع ذلك لا يحقق نتائج ترضي طموح جماهيره.. ففي كل مرة تحضر الآمال ولا يحضر الأهلي. أصحاب القرار في الأهلي هم المعنيون بالأمر وعليهم مصارحة أنفسهم.. حيث لم يبق إلا مراجعة النفس وسؤالها لماذا لا يوفق الأهلي؟ سؤال يحتاج إلى إجابة بعيدا عن المكابرة والمشورة الإعلامية التي هي الأخرى تتحمل ثقلا كبيرا من المعاناة لأن الإعلام الأخضر لا يجيد إلا لغة واحدة وفكرا واحدا ويدرك تماما الخطوط الحمراء وبالتالي لا يستطيع تجاوزها. وقفة من عاش حياته في الظلام يخاف من شروق الشمس.