بادر مواطنان مخلصان يعملان كسائقين لشاحنتي نقل إلى تبليغ وزارة التجارة عن شحنتي مواد غذائية فاسدة طلب منهما مستودع تجاري نقلها ليلا، فتولد لديهما شك في البضاعة المطلوب نقلها ففحصاها ووجدا بضاعة فاسدة، وقاما بتبليغ وزارة التجارة والصناعة عبر الأرقام الميسرة المعلنة في كل وسيلة، وكرمهما الوزير شخصيا. الأمانة والإخلاص في المواطنين، على اختلاف مستواهم المعيشي، ليست جديدة، بل هي لدى الفقراء ومتوسطي الدخل أكثر شيوعا، فهم الأكثر مبادرة وحرصا على التفاعل عندما يجدون مسؤولا مخلصا!!. مربط الفرس هو تكون شخصية الفارس المخلص الذي يعمل ويتفاعل مع الناس ويتجاوب معهم في زمن شح فيه مثل هذا الفارس، وأعتقد أن وزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة يلعب هذا الدور حاليا بكل جدارة، واستطاع أن يكسب ثقة وحب المواطنين، وبالتالي تعاونهم بالتبليغ والتجاوب والتفاعل الإيجابي، وعندما أقول التبليغ، فإنما أقصد أن أمانة سائقي الشاحنتين موجودة فيهما قبل الوزير وبعده، وموجودة لدى السواد الأعظم من المواطنين ممن يحرصون على الكسب الحلال وفق التزام راسخ بتعاليم الدين الإسلامي وقيمهم الرفيعة وتربيتهم على الأمانة، وعندما أؤكد على أن الفقراء أكثر أمانة، فإنما أرجع ذلك إلى جشع الإنسان كلما زاد ماله (مثل صاحب المستودع الغشاش)، وأن الفقير لو أراد غشا لربما نجح وأصبح غنيا، كما أن للتعداد دورا، فالفقراء ومتوسطو الدخل غالبية عظمى. المهم في الأمر هو أن المواطن وجد في وزير التجارة والصناعة ضالته في مسؤول متحرك متفاعل متجاوب، فبادله التحرك والتفاعل والتجاوب، ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى شخصية الوزير الفارس المخلص وسنجدها في كثير بإذن الله؛ لأن القيادة مخلصة وتشجع على الإخلاص وتحث عليه، لذا فإنني أعارض كثيرا من يلمح إلى تشاؤم من عدم استمرار الوزير على حماسه، وأنها مجرد فورة منصب، فهذا غير صحيح ولنا في الدكتور غازي القصيبي رحمه الله مثال، فبسبب شخصية الفارس المخلص ولي على أكثر من وزارة وقلد أكثر من منصب واستمر حتى توفي، فلماذا القلق والتشاؤم؟!.