أثبت الفائزون والفائزات من منسوبي الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية بجائزة التربية والتعليم للتميز في دورتها الرابعة بأن التعليم الجيد والنشط يمثل دورا محوريا في تكوين هذا المجتمع، وأن تحقيق مطلب الانتقال لمجتمع المعرفة في عام 1444ه قاب قوسين أو أدنى. من هنا من شرق المملكة كان لمركب التميز إبحار يجدف بسواعد قوية واثقة يحدوها الأمل بأن يرسو على قامة المجد والسؤدد في أبدع إطار يشكل بارقة يلوح منها براعة وتميز يعبر عن إنسان هذا الوطن. «عكاظ» وقفت على هذه التجارب الناجحة لتستطلع أبعادها وكيف بلغت هذه الدرجة من التميز وتحقق هذا الإنجاز فكانت البداية مع الحاصل على جائزة التميز في فئة المدرسة للبنين ناصر علي القحطاني مدير مدرسة الفيحاء الابتدائية بمحافظة الجبيل حيث يقول: إننا أدركنا الأهمية من معنى التميز وعملنا جاهدين على أن يكون عملنا ذا طابع خاص يتسم بالتميز والعمل المؤسسي المتقن ولن يكون ذلك إلا بخوض غمار الجودة وتأصيل مفاهيمها في العمل المدرسي فبدأنا البحث عن مكونات الجودة ومعاييرها والتخطيط لها من خلال خطة استراتيجية محكمة وصياغة رؤية ورسالة وتبني قيم نعمل عليها لننطلق من خلالها لتطوير عملنا من عمل مدرسي يومي مجرد الى رؤية نتطلع لها ورسالة نعمل بها. فيما القائدة التربوية للثانوية الرابعة بالقطيف فاطمة بنت مسفر الجعيد الحاصلة على جائزة التميز في فئة المدرسة للبنات تقول: إننا عاهدنا أنفسنا على أن نكون كما نريد لنبرهن حقيقة أن واقعنا نحن من نصنعه وليس الآخرون فانطلقنا في المدرسة لتأسيس مجتمع يعمل بمهنية عالية يرسم طريقه وهو يعي أن إرساء قاعدة قوية متماسكة لا يكون إلا برؤية تستغرق منا العمل الدؤوب والتأمل المثمر والتحسين المستمر. هذا المعلم محمد الهندي الحاصل على الجائزة في فئة المعلم يحكي عن تجربته مع الإبداع حيث يقول: حينما التحقت بكلية المعلمين بمكة المكرمة بدأت أعيش بعضا من واقع حلمي الكبير أن أصبح معلما، وعندما تخرجت منها وتعينت في تعليم الشرقية وجدت نفسي أحقق بعد توفيق الله ذلك الحلم وأعيشه واقعا، بدأ بعدها حلم التميز والنجاح يخالجني ولم أنتظر البدايات لتأتي ركضت بنهم وشوق إليها، ولم أنتظر الإمكانيات أن تتوفر لي بل سعيت لتوفيرها لنفسي وكان هذا هو التحدي الحقيقي لي. فيما المعلمة نورة العبدالهادي الفائزة بذات الجائزة تقول: لقد مسحنا عن جبيننا الكلل وبددنا عناء التعب والانتظار فبكت جباهنا وانفرجت أسارير قلوبنا ونحن نرى نور التميز ماثلا أمامنا حقيقة فبعد رحلة الإصرار على تحقيق الإنجاز أنجزنا ولله الحمد وحققنا المراكز المرموقة وها نحن في سعادة غامرة نهتف حمدا لله على عزائم لم تنثن فكان نتاجنا مخرجات راسخة مؤمنة بثبات وتميز وإبداع، وظفنا خياراتنا التربوية فكان التميز عنوانا لمسيرتنا. والفائزة بجائزة التميز في فئة المرشدة مريم الغربي تقول: إن مما تعلمته في الحياة، أن كل إنسان منا جعل الله لديه القدرة على الإنتاج والتميز، فالتميز ليس صفة محدودة على فئة معينة، بل هي درجة من الإتقان يستطيع الوصول لها جميع الناس، لكن اختلافهم في أن الكثيرين لا يعلمون ما هو مجال تميزهم، أو لا يعلمون ما هي قدراتهم التي بواسطتها يستطيعون الوصول لهذه المرتبة، وغالبا يحتاج الإنسان للبحث في المجالات التي يجد نفسه قادرة على العطاء فيها، أو يحتاج إلى أناس صادقين من حوله ينبهونه ويرشدونه لمواضع تميزه. وتؤكد رؤية المرشد الطلابي الفائز بذات الجائزة مهند مهنا المعيبد بأن إيجابيات الجائزة تعمل عل توسيع مدارك المتقدم، وتساعد في تنظيم وتنسيق العمل بطريقة رائعة، وتعمل على بذل المزيد للوصول إلى الإبداع في أداء العمل. أما الفائزة بجائزة التميز في فئة المشرفة سعاد الغامدي تقول: عندما رشحت لجائزة التميز كنت أردد في نفسي أن ما أقوم به هو طريقي ومنهجي الذي أنتهجه في الإشراف، وأن كثرة المهام والمسؤوليات المسندة لي كانت دافعا كبيرا للبحث عن فرص تحسين وابتكار طرق وحلول لإنجاز الأعمال بدقة والإسراع في إنجازها، ووجدت أن العمل بالجائزة لها مميزات منها تقويم ذاتي بحيث يقوم الشخص الذي أدى عملا ما بمراجعة ذاته بعد إنهاء ذلك العمل. ويؤكد الفائز بجائزة المشرف التربوي خالد الشهري بأنه حينما يعمل المشرف في الميدان التربوي فإنه يحتاج إلى أن يطور مهاراته وخبراته في هذا العصر الذي يشكل الانفجار المعلوماتي أهم خصائصه قائلا إن العامل في الميدان التربوي لا بد له من استخدام أدوات تقويم ذاتية ليتعرف على مستواه الحالي ويطور من خبراته ومهاراته وهذا ما تقدمه لنا جائزة التربية والتعليم للتميز حيث تعطينا أداة علمية ومحكمة لقياس مسوى أدائنا في الميدان التربوي.