يقول خبراء علم «النفس التكنولوجي» إذا استيقظت من نومك وكان أول شيء تفعله وأنت مازلت على فراشك هو أن تلقي نظرة على تويتر أو تكتب فيه عبارة خاطفة، فاعلم أنك في حالة إدمان حاد. وأعترف أني مدمنة بامتياز فقد التهمتني التكنولوجيا ابتداء من الفيس بوك الذي «سحبت عليه» عندما تعرفت على تويتر ويمكنني أن أجزم باطمئنان أن هناك آلافا مؤلفة من مستخدمي تويتر يشاركونني هموم هذا الإدمان الممتع المربك . فلم نستمرئ الكتابة في تويتر ونستحليها ؟ هل نكتب في تويتر لنوثق أفكارنا أمام الملأ أم لنحصن كلماتنا ضد النسيان أم أن الكتابة في تويتر كالنقش على سطح ماء البحر لا طائل منها ولا جدوى؟ لماذا يتورط الناس قانونيا و قضائيا بسبب تغريداتهم الحرة؟، هل لأن للكتابة في تويتر شهوة لحوحة تغتال الحكمة، أم لأن ممارسة الحرية أشهى من الحكمة ؟. من خلال البحث عن إجابات شافية للأسئلة المحيرة وجدت رسالة دكتواره حديثة ( 2012 م ) تقصت استخدامات واتجاهات مغردي تويتر بعنوان «عادات استهلاك التواصل الاجتماعي في دولة الإمارات» للدكتور أحمد المنصوري ، بلغ عدد المشاركين فيها 854 شخصا، 59% منهم من الإناث و 41%. من الذكور. يقول الباحث: إن في العالم العربي أكثر من 652 ألف حساب «مفعل» في تويتر وأن أكثر الدول دخولا هي الكويت والبحرين والسعودية والإمارات ثم قطر. وجاءت نتائج الدراسة عن الاستخدام اليومي ومتوسط ساعات الدخول مبينة أن الإماراتيين يمتازون بحضور مكثف في تويتر حيث وجد أن :- 94% من المشاركين يدخلون حساباتهم بشكل يومي و28.1 % لأقل من ساعة يوميا (ويمكن تصنيفهم بأنهم مستخدمون مقلون )و39.8% يمضون من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا في تويتر (ويمكن تصنيفهم بأن استخدامهم متوسط) و 29.5 % يقضون 4 ساعات أو أكثر في تويتر (ويمكن اعتبارهم مستخدين مكثرين). أما عن الاستخدامات والإشباعات لتويتر فأكدت الدراسة أن 68% من المشاركين في الدراسة يستخدمون تويتر لأنه يلبي فضولهم واهتماماتهم العامة للحصول على المعلومات بينما حصل من يعتقدون أن تويتر يعتبر مصدرا موثوقا للمعلومات والأخبار مقارنة بالإعلام التقليدي على نسبة 34%. وحول الاستخدامات الشخصية وتحقيق الذات أكد 47% من المشاركين باعتقادهم الحصول على أشخاص يشاركونهم نفس القيم والاهتمامات في تويتر بينما توافق نسبة 53 % من المشاركين على أن تويتر ساهم في كشف مهاراتهم والتعرف على أنفسهم وقدراتهم بشكل أكبر. وعن تأثير تويتر يعتقد 70.1% من المشاركين أن ما يجري فيه ليس رهين العالم الافتراضي، وإنما يؤثر في عالمنا الواقعي ويساهم في التعرف على القضايا الاجتماعية و حلها، وحول الوعي القانوني باستخدام تويتر أثبتت الدراسة أن 14.9 % فقط من المشاركين يعون بشكل كامل شروط وتعليمات الاستخدام لتويتر، بينما 42% منهم يعونها بشكل جزئي، و43.1% لا يعونها. كما أثبتت الدراسة أن الأفراد البالغين والمتعلمين هم الأكثر مشاركة في تويتر وأن الدافع الأكبر لاستخدام تويتر هو الاتصال والتفاعل الاجتماعي، يلي ذلك الحصول على المعلومات، ثم من أجل الاستخدامات الشخصية وتحقيق الذات. وأخيرا.. للاستخدام الترفيهي. ويعتقد غالبية المشاركين أن تويتر يمثل منصة للجمهور للتعبير عن الرأي. بعد استعراض نتائج الدراسة العلمية يمكن لجميع المدمنين أن يطمئنوا لإدمانهم و يواصلوا التغريد بسخاء فالتغريد الحسن فضيلة يجب أن يكافئهم عليها القانون والعصافير.