بصورة عامة يعرف الإدمان على أنه رغبة قهرية في الاستمرار والمداومة على سلوك معين غالباً ما يكون سيئاً، نتيجة مجموعة من العوامل النفسية، والبدنية والاجتماعية، ويدخل في هذا السياق الجلوس فترات طويلة أمام جهاز الحاسوب وعلى الإنترنت، لكونه يحفز المخ على إفراز مادة كيمائية معينة تسمى "الدوبامين"، تشبه إلى حد ما "الأدرينالين" تتسبب بصورة فورية في الشعور بالهدوء، والاسترخاء، وعند الانفصال عن شاشة الحاسوب لبعض الوقت، نشعر بالفراغ، والاكتئاب، وحاجتنا الملحة للعودة إليه مرة أخرى. لذلك ساهمت جمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي بمحافظة "جدة"، في توعية 152 سيدة بمخاطر إدمان التقنيات الحديثة وخاصة الإنترنت، وآثارها السلبية، والأمراض التي يمكن أن تنتج عنها، وذلك في أثناء مشاركتهن في أمسية تأهيلية نظمتها بعنوان: «إدمان ولكن»، ضمن سلسلة المحاضرات النسائية «سعادتي... باستقرار أسرتي». حيث أثبتت الإحصائيات الحديثة أن هناك نحو 6 ملايين مستخدم لموقع ال"فيس بوك" في المملكة، وتحتل الفئة العمرية ما بين 21 إلى 30 عاماً المرتبة الأولى في عدد المستخدمين بواقع 48٪، تليها الفئة من 31 إلى 40 سنة بنسبة 22٪، ثم فئة 13 إلى 20 عاماً بمعدل بلغ 20٪، ثم تحل في المرتبة الأخيرة الفئة العمرية من 40 إلى 60 سنة بنسبة 10٪. كما تصدر موقع اليوتيوب المرتبة الأولى ضمن أكثر أربعة مواقع تمت زيارتها داخل المملكة، من خلال عمليات البحث على محرك البحث "جوجل" للعام الماضي 2012، يليه ال"فيس بوك" وصحيفة "سبق" الإلكترونية، ثم موقع "حافز" لإعانة العاطلين عن العمل. فيما أشارت دراسات أخرى إلى وجود ثمة رابط بين إدمان الإنترنت وانخفاض درجات الأداء الدراسي، وتبين أن 21٪ من معتادي الدخول على شبكة المعلومات الدولية فترات طويلة، لديهم درجات أقل من 70٪، كما لوحظ كذلك على مدمني الإنترنت ارتفاع معدل الغياب عن المدرسة، بنسبة 29٪ لمن تجاوزت لديهم أيام الغياب أكثر من 5 أيام شهرياً، مقارنة ب23٪ ممن هم مقبلون على خطر الإدمان، و17٪ من المستخدمين العاديين. على صعيد متصل، أوضحت النتائج أن 65٪ من مدمني الإنترنت، يستخدمون الشبكة فترات تتجاوز أكثر من 5 ساعات يومياً، مقارنة بنسبة 11.7% فقط من غير المدمنين، كما أن 8٪ منهم لا ينالون قسطاً وافراً من النوم (أقل من 3 ساعات يومياً فقط)، مقارنة بنسبة 1.7% فقط من غير المدمنين. ورصدت الدراسة كذلك وجود علاقة عكسية بين إدمان الإنترنت ومستوى الرقابة الأبوية على استخدامه داخل المنزل، حيث أكد 44.7٪ من مدمني الإنترنت أن والديهم ليسوا على دراية بأنشطة الإنترنت الخاصة بهم. إضافة إلى أن مواقع الإنترنت التي يرتادها المدمنون، تشمل بالأساس غرف الدردشة بنسبة 26.3٪، تليها المواقع الاجتماعية بواقع 21٪، مقارنة بمَن هم أكثر عرضة لخطر الإدمان ممن بلغت نسبتهم 15.4٪، بينما مال 3.1٪ من المستخدمين العاديين إلى تفضيل غرف الدردشة. واستدراكاً لما سبق، تؤدي طول فترة جلوس الشباب على الإنترنت دون رقابة، إلى تسرب بعض السلوكيات الخاطئة التي تلفظها المواقع الإلكترونية، من إباحية ومقامرة واعتداء وغسيل أدمغة والتشجيع على الإرهاب، خاصة بعد الكشف عن أكثر من خلية إرهابية في "السعودية" تشكلت شرارتها الأولى عبر الشبكة العنكبوتية. يذكر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، قدرت حجم الإنفاق على خدمات الاتصالات وتقنيات الإنترنت بنحو 94 مليار ريال العام الماضي، مقارنة ب21 مليار ريال عام 2002، وذلك بمتوسط نمو سنوي 14%. هذا، وتتميز جمعية المودة الخيرية بتقديم الاستشارات الأسرية في كل ما يسهم في حل المشكلات، من خلال مستشارين مؤهلين من الجنسين في التخصصات الشرعية والاجتماعية، والنفسية، والتربوية، والرد على استفسارات كافة المتصلين، وإعطائهم التوجيه والإرشاد المناسب