دعا الرئيس المصري عدلي منصور المصريين أمس في كلمة له أمام لجنة الخمسين وعدد من المسؤولين المصريين للتصويت على الدستور الجديد يومي 14، و15 الجاري، معتبرا ذلك اليوم لحظة تاريخية. وخلت كلمة الرئيس من أية إشارة لتقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، مثمنا التعديلات التي أجرتها لجنة الخمسين على دستور 2013 وجددها في إنجاز دستور يعبر عن آماله الشعب المصري وتطلعاته. وأضاف لقد تابعت جلسات لجنتكم الموقرة.. وشاهدت حيوية النقاش بين أعضائها، وما جسده من ديمقراطية وحرية رأي، وما أبديتموه من حماس ووطنية.. مستهدفين إعداد الدستور الأمثل لمصر وشعبها، في ظل أوضاع وظروف استثنائية يمر بها الوطن. وقال إن الوثيقة التي أنتجتموها هي حصيلة جهد مخلص لكوكبة من أبناء مصر، مثلوا كل فئات الشعب بأقصى قدر ممكن من العدالة والأمانة.. شاركهم فيها ملايين من أبناء الشعب الذين تفاعلوا مع أعمال ومناقشات اللجنة من خلال الإعلام ووسائل التعبير عن الرأي المختلفة.. وهي المشاركة المجتمعية التي وجدت دائما صدى واحتراما من حضراتكم، مؤكدا أن هذه الوثيقة، هي أيضا خلاصة علم نخبة من أرفع قامات القانون وخبرائه، الذين تفخر بهم مصر وتباهي بعلمهم الأمم. وأكد الرئيس منصور أن مشروع دستورنا الجديد يمثل ثمرة تطور طويل للمسيرة الدستورية، التي شرعت بلادنا فيها منذ عشرينيات القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أن الشعب المصري خاض تجربة تلو الأخرى لوضع دستور شامل يحمي حقوقه ويحدد سلطات ومسؤوليات حاكميه، لافتا إلى أن مشروع الدستور أخذ بأحدث ما عرفته الإنسانية. وقال الرئيس منصور آن لنا أن نواجه دعاة الدمار والتخريب بالبناء والعمل الجاد.. وأن نتصدى لمن يؤمنون بالإرهاب وسيلة، بالمزيد من الإصرار على الحياة، مقرا بالتحديات الضخمة التي تواجه مصر.. إلا أنه قال: لكن لدينا كل مقومات النجاح. ودعا إلى إعادة بناء هذه الدولة العريقة، التي بدأت في استعادة هيبتها، ما يحقق تقدمها في مستقبل قريب ويعوض شعبها عما قدمه من تضحيات كثيرة، مؤكدا أن الوقت قد حان لاستكمال الثورة، وإعادة بناء هذا الوطن تحقيقا للتطلعات والطموحات الشعبية. وقال منصور لنعلم جميعا أن مصر وطن لا يتحمل فرقة.. ومستقبله لا يقبل الانقسام.. هذا هو قدره قبل أن يكون اختياره.. علينا أن نتذكر دائما أن مشروع دستورنا هذا.. هو حصاد لدماء الشهداء.. الذين بذلوا أرواحهم على درب النضال.. من أجل الحرية للوطن وللشعب .. في ثورات متتابعة. وخاطب منصور في نهاية خطابه من يحملون آراء ومواقف مختلفة خلال الفترة الماضية بالقول: «إنني أدعوهم للتحلي بالشجاعة والتخلي عن العناد والمكابرة، التي نعلم جميعا كم هي كُلْفَتُها على أمن الوطن ومصالح الناس، واللحاق بالركب الوطني.. والتوقف عن السعي وراء سراب وأوهام». وأضاف، فلنجعل هذا الدستور بمثابة «كلمة سواء» .. تجمع ولا تفرق .. تؤلف قلوب الجميع .. فالبغضاء لاتبني والكراهية أداة هدم للأواصر الإنسانية بين أبناء الوطن.. وأما الاختلاف فهو مشروع .. مادام تم في إطار سلمي يراعي صالح الوطن. وتابع: لقد قال الشعب كلمة مدوية في 30 يونيو.. وأقول لكم لا عودة للوراء.. فخارطة مستقبل هذا الوطن الأبي و«مصر المستقبل» المستقلة القرار ماضية في استحقاقاتها من خلال دولة حريصة على إنفاذ القانون.. واستعادة هيبتها وتلبية احتياجات شعبها. واختتم القول: اتخذت قراري بدعوتكم للاستفتاء على مشروع تعديل الدستور المعطل الصادر سنة 2012، وذلك يومي الرابع عشر والخامس عشر من يناير 2014.. فلنمض على بركة الله .. عشتم وعاشت مصر.