أكد الباحث الإماراتي في الشؤون الإستراتيجية عبدالله علي السويدي، أن تحدي الإعلام المضاد الذي تشنه دول لا يقل أهمية عن تحديات الدعاية السلبية لبعض الجماعات والمنظمات الخليجية ذات الارتباطات الخارجية التي تحصل على تمويل منها، وتعمل على خدمة أجندتها لتشويه صورة أوطانها في الخارج، وهو ما يضاف إلى التحديات التي تبثها الجماعات المتأسلمة التي نجحت في التغلغل في بعض المؤسسات الإعلامية والتعليمية والسياسية، واستغلال علاقاتها مع بعض مراكز الدراسات والبحوث ووسائل الإعلام وبعض الكتاب في الغرب لتحقيق أهدافها. وأوضح أن هناك ضعفا في التحرك الإعلامي المشترك لدول مجلس التعاون على الساحة الخارجية، والاعتماد على ردود الأفعال في المواجهة وليس المبادرات، هذا فضلا عن التناقض في التحرك الإعلامي والذي يتحول إلى ما يشبه «مواجهة إعلامية»، على حد وصفه. ويضاف إلى جملة التحديات السابقة تحدٍ آخر يتعلق بالتحديات المهنية الإعلامية ذات الطابع الفني، والتي تتمثل في كما ذكر المحاضر: نقص الكوادر الإعلامية المدربة، وضعف الرسالة الإعلامية، حيث تعمد بعض وسائل الإعلام الخليجية إلى مخاطبة الخارج بالطريقة نفسها التي تخاطب بها الداخل، وسيطرة الكوادر غير الخليجية على الكثير من وسائل الإعلام الخليجية، وضعف الدور الذي يقوم به كثير من المكاتب الإعلامية الخليجية في الخارج. من جانبها، أوضحت وزير الدولة لشؤون الإعلام في البحرين الدكتورة سميرة بنت رجب أن هناك ضرورة لتوحيد سياسات الإعلام الخليجي، ووضع إستراتيجيات مناسبة قابلة للتنفيذ، حتى يكون قادرا على منافسة غيره، ودعت إلى التخلص من الأفكار النظرية، والشروع مباشرة في تبني مناهج وإستراتيجيات عملية يمكن بها تدشين عملية مواجهة الحملات الإعلامية، خاصة أن سلاح بعض الدول الوحيد الآن هو الإعلام. فيما أكد نبيل الحمر المستشار الإعلامي للعاهل البحريني، أن هناك رؤية وإستراتيجية إعلامية خليجية مشتركة، لكن المشكلة تتمثل في تنفيذ هذه الإستراتيجية والكيانات المسؤولة عنها، مؤكدا أن هناك حاجة ضرورية الآن لتوجيه الدعم الخليجي لتأسيس كيانات إعلامية خليجية كبرى تستطيع مواجهة الحملات الإعلامية الشرسة التي تواجه دول المنطقة. ودعا الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة إلى تبني سياسة إعلامية موحدة توجه للخارج كآلية رئيسية لمواجهة الحملات الإعلامية المضادة التي تواجه دول التعاون، مشيرا إلى أن السياسات الموجودة موجهة للداخل وليست للخارج، واتفق الكاتب الصحفي محمد ثروت مع ما جاءت به الدكتورة سميرة بشأن غياب الإستراتيجية الإعلامية الخليجية، داعيا إلى أن توجه المساهمات التنموية الخليجية إلى المجال الإعلامي، وذلك لدعم المواقع الإخبارية الموضوعية في العالم. بينما طالب الحقوقي فريد غازي بالبعد عن التوتر وسياسات رد الفعل في مواجهة الحملات الإعلامية المضادة، مشيرا إلى أنه لا يوجد فعل حقيقي مؤسسي إزاء الدعاية السيئة أو المضادة ناحية دول التعاون الخليجي، فيما اعتبرت الكاتبة سوسن الشاعر أنه من المهم أيضا مواجهة الدعاية السيئة لما سمته الجماعات العابرة للحدود التي تحولت بالفعل لدول، وباتت قادرة على أن تخاطب بندية الأجهزة والمنظمات والقوى الدولية، ومن المهم بناء مراكز وتكتلات إعلامية وبحثية أهلية تستطيع مخاطبة الغرب بقوة.