شكك وزير داخلية البحرين الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في مدى جدية الحليف التقليدي لمنطقة الخليج، الولاياتالمتحدة الأميركية، في تحقيق أمن الخليج، مشيراً الى أن أمن المنطقة يتعرض لتهديدات من مصادر مختلفة، خصوصاً تلك النابعة من عدم استقرار الأوضاع الإقليمية، وتغيرات تمثلت في صعود تيارات وتعثر أخرى، ما خلف إرباكاً شجع إيران على التمدد إقليمياً، وعلى أكثر من صعيد منها العسكري، السياسي والإعلامي. واعتبر الشيخ راشد أن هذه التغييرات «تلقي بظلال من التساؤل حول مدى جدية الحليف الأميركي في تحقيق أمن منطقة الخليج، خصوصاً بعد الأزمة المالية وانشغال الإدارة الأميركية بقضايا الاقتصاد الداخلي، وكذلك تبنيها سياسات تخفيف الاعتماد على نفط الشرق الأوسط، وإعطاء أولوية استراتيجية لمنطقة الشرق الأقصى ومنطقة المحيط الهادئ. وكان الوزير البحريني يتحدث في افتتاح مؤتمر حمل عنوان: «أمن الخليج العربي، الحقائق الإقليمية والاهتمامات الدولية عبر الأقاليم» الذي ينظمه «مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة»، بالتعاون مع «المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية والأمنية». ورأى وزير الداخلية البحريني «أن أكبر المخاطر الداخلية التي تهدد أمن الخليج أساسها التطرف المذهبي، وهو الأمر الذي تعمل إيران على تغذيته مع الأسف»، مشيراً الى أن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي تراقب بكل عناية ما يترتب على الأمن الخليجي من تنامي التطرف الديني الذي قام على تديين السياسة والحياة العامة، ومحاولات استغلال الدين تيارات وقوى وتعثر تيارات وقوى أخرى، وهذا الوضع المرتبك شجع إيران على التمدد إقليمياً: عسكرياً وسياسياً وإعلامياً». وأشار الى المشاكل الحدودية العالقة بين دول المنطقة، ومن أهمها قضية الجزر الإماراتية الثلاث «التي لم تعد قضية حدود، بل قضية احتلال، ولا بد من العمل على استعادتها بالوسائل المتاحة في إطار القانون الدولي». وشدد على المخاطر التي يتعرض لها أمن الخليج من خلال حملات إعلامية تبثها بعض أجهزة الإعلام، خصوصاً تلك المنحازة والمغايرة للحقيقة، والتي تصب في خانة التطرف الإعلامي الذي يشجع على الفوضى والانفلات الأمنيين وحيث الأفكار الهدامة، مما يتطلب موقفاً جماعياً، لا يقتصر على رد الاتهامات، بل يقدم رسالة إعلامية موحدة قادرة على التأثير لإظهار الحقيقة». واشار الى انه «ثبت بالتجربة أن بعض المنظمات التي تدعي أنها معنية بحقوق الإنسان تمارس الكيل بمكيالين، وتتعمد استهداف دول الخليج التي تحترم حقوق مواطنيها، بينما هي تتغاضى عن انتهاكات حقيقية لحقوق الإنسان في دول أخرى». من جهته اعتبر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ان قدر منطقة الخليج أن تنتقل من أزمة الى أخرى، حيث تعيش شعوبها في قلق دائم، مؤكداً أن مجلس التعاون أصبح أكثر قوة وقدرة من أي وقت مضى، وهو اليوم يتحدث بلغة واحدة، ويقوم بدور فاعل في النزاعات الإقليمية والدولية. وشدد الزياني على أن اي اعتداء على دولة خليجية يعتبر اعتداء عليها جميعا، ومن هنا العمل على زيادة التعاون الحقيقي والوثيق في المجالات العسكرية والأمنية. وابتعد الأدميرال جون ميلر قائد الاسطول الأميركي الخامس، عن الحديث عن الاستراتيجية الأميركية في مواجهة تحديات أمن الخليج، مكتفياً بالتركيز على التعاون الممتاز والوثيق بين دول مجلس التعاون وحكومته ودول غربية أخرى في حفظ أمن المنطقة واستقرارها. وشنت وزير الدولة البحرينية للشؤون الإعلامية سميرة رجب هجوماً لاذعاً على بعض مدوني شبكات التواصل الاجتماعي، والتي كانت مسرحاً لقذف الأشخاص وهتك الأعراض، والمس برموز الدولة. وشددت على الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام والاتصال في أمن الأوطان، موضحة أن العالم الجديد يبشر بفلسفة «اللاحدود» التي تتلوها فوضى مشابهة في الفضاء، معتبرة ان ذلك يطرح اسئلة عن الدور الجديد للإعلام والاتصال داخل المجتمع. وتساءلت رجب: «أين حق الدولة في حماية مواطنيها وأمنها من خطر تدفق المعلومات المغلوطة والافتراءات الباطلة»، داعية جميع البلدان الى «اتخاذ الخطوات المناسبة والإجراءات الصارمة لتنظيم الإعلام بكافة اشكاله».