اشتهرت الطائف منذ 500 عام بزراعة الورد وإنتاج 260 مليون وردة عبر ما يزيد على 2000 مزرعة تنتشر في مرتفعات منطقة الهدا والشفاء يستلخص منها نحو 22 ألف تولة عطر سنويا بخلاف مياه الورد، فيما حظي إنتاجها من الورد باهتمام دولي في الأعوام الأخيرة تهافتت عليه كبرى الشركات العالمية في مجال العطور. إلى ذلك كشف ل «عكاظ» مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار في الطائف المهندس عبدالله السواط أن مهرجان الورد أصبح عنصرا بارزا في روزنامة الهيئة العامة للفعاليات السنوية وسيكون هذا العام إضافة قيمية لجذب السياح، مشيرا إلى أن الاستعدادات والتحضيرات بدأت ويجري الآن الترتيب لعقد الاجتماعات الدورية لمهرجان الورد الطائفي والذي أصبح من أهم المهرجانات التي تحظى بإقبال كبير من الزوار نظرا لما يتميز به الورد الطائفي من تطور عاما بعد عام بمتابعة محافظ الطائف فهد بن معمر رئيس مجلس التنمية السياحية، كاشفا أن مهرجان هذا العام يتزامن مع الاحتفال بفعاليات أخرى لبرنامج الطائف عاصمة المصائف العربية. ويتوقع مزارعو الورد أن تنحصر موجات البرد هذا العام وتصبح في درجات حرارة معتدلة بالنسبة للمنتج لاسيما أن الصقيع القارص يتسبب غالبا في موت كميات كبيرة من المحصول الزراعي كل موسم. ويرى محيسن القرشي أحد كبار مزارعي الورد أن عمليات التقليم والتشذيب ستبدأ بعد شهر تليها أعمال السقيا إلى أن تصل مرحلة قطف الورود اليانعة في فترات الصباح مع بداية شهر جمادى الأولى وحملها في حاويات وقفاف خاصة لإيصالها مع ساعات الفجر الباكر إلى معامل التقطير مباشرة قبل أن تذبل، لافتا إلى أن آلية تقطير ماء الورد واستخلاص الدهن تمر بمراحل متعددة بدءا من وضع كميات كبيرة تقدر مابين 13 ألفا إلى 25 ألفا من الورود في قدور خاصة ذات مواصفات وأحجام متناسبة لتوقد أسفلها النار حتى تتصاعد الأبخرة من القدر ليتم تكثيفها إلى قطرات تنسكب من خلال أنبوب التبريد إلى «الكوع» الذي يقوم بنقل الماء المقطر ودهن الورد من الأنبوب إلى «التلفية» وهو وعاء مصنوع من الزجاج من أجل جمع الماء المقطر ودهن الورد ويتم سحب الدهن من أعلى التلفية عن طريق بروازة زجاجية ويجري جمع الدهن العطري بينما يعبأ ماء الورد في قوارير جاهزة للبيع.