تستعد المعامل التقليدية لتقطير دهن وماء الورد الطائفي لجني أكثر من 70 مليون ريال خلال العام الحالي، وسط توقعات مبشرة بموسم هو الأفضل منذ سنوات نظراً لانحسار خطر الصقيع الذي يدمر أجزاء كبيرة من المحصول كل موسم . وينتظر مزارعو الورد بدء موسم القطاف السنوي والذي يبدأ في اليوم العاشر من برج الحمل « فصل الربيع « نظراً لأن براعم الورد تشرع في الازهار مع تباشير كل صباح مما يمنح المزارعين موسم قطاف يمتد مابين 40 إلى 50 يوماً لجني محصول الموسم ، وتتم عملية الجني يومياً لساعات محدودة لضمان قطاف الورد اليانع والذي يتم تحميله في قفاف من المزارع الى معامل التقطير مباشرة حتى لا تذبل .. مزرعة للورد في مرتفعات الهدا وأوضح المدير التنفيذي المكلف لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف طارق بن محمود خان أن مزارع الطائف تتميز بعراقتها في زراعة الورد مما أكسب المزارعين خبرة تلقائية في أعمال الزراعة والتشذيب والقطف بينما تعمل عشرات المعامل التقليدية في تقطير العطور الطبيعية واستخلاص دهن الورد بدرجاته المختلفة ، وقد توسعت مزارع الورد خلال السنوات الماضية حتى خرجت عن منطقتي الهدا والشفا وأصبحت في العديد من المرتفعات المحيطة بالمحافظة . قدور نحاسية لغلي الورد في أحد المعامل وأكد عاملون في مجال استخلاص الدهن العطري أن الدلائل الاولية تشير الى انتاج مابين 18 – 20 ألف تولة هذا العام من دهن الورد الخالص والذي يباع بأسعار تتراوح ما بين 1500- 2000 ريال ، فيما تباع قناني ماء الورد (العروس) وتمثل الدفعة الاولى من عملية التقطير بعشرين ريالاً وماء الورد العادي بعشرة ريالات على مدار العام وتتميز برائحتها العطرية ونكهتها الغنية عن ماء الورد المستورد. يذكر أن تقطير ماء الورد واستخلاص الدهن يمر بمراحل عديدة تتم عادة في معامل خاصة تحتضن القدور النحاسية بأحجامها المختلفة والتي يتم داخلها غلي الورد وتتسع مابين 10 - 25 ألف وردة ، وعندما تتصاعد الأبخرة من القدر يتم تكثيفها الى قطرات تنسكب عبر أنبوب التبريد إلى (الكوع) الذي يقوم بنقل الماء المقطر ودهن الورد من الأنبوب الى (التلقية) وهي عبارة عن وعاء مصنوع من الزجاج بأحجام مختلفة ووظيفته جمع الماء المقطر ودهن الورد ويتم سحب الدهن من أعلى (التلقية) عن طريق بروازه زجاجي ويجري جمع الدهن العطري بينما يعبأ ماء الورد في قوارير تمهيداً لنقلها الى الاسواق